تتوالى جهود حكومتنا الرشيدة مشكورة في الدعم و التمكين لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، وإعطائهم حقهم في المساواة بينهم وبين فئات المجتمع الأخرى ، ذلك لتعزيز اندماجهم و اشراكهم في المجتمع ، كونهم جزءاً لايتجزأ منه، و ألا تكون الإعاقة سبباً في إقصائهم بسبب طاقتهم الكامنة ، فكان من المهم جداً استحداث برامج مساندة لدعم تلك الفئة، منها البرامج التي تقدم الرعاية الصحية بالمجان، ومنها ماكان على شكل برامج للدعم المالي، وغير التسهيلات المتعددة التي كانت تعدّ شكلاً من أشكال الدعم التي حظيت به تلك الفئة ، بالاضافة لبرنامج مواءمة الذي تم اطلاقة مؤخرا، والذي يُعد أحد البرامج التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والذي تم إطلاقه تطبيقًا لإستراتيجية المملكة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والذي يهدف إلى تمكين ذوي الإعاقة من الحصول على فرص عمل مناسبة، ومدّهم بكافة التسهيلات والأدوات التي تساعدهم على تحقيق النجاح.
على النقيض، هناك فجوة أحدثها الافتقار والتقصير من جهة أفراد المجتمع في تقديم الدعم النفسي والمساندة المعنوية، والتي من المفترض تكون امتدادا تكامليا في سلسلة الدعم المادي والملموس التي ذكرتها سلفاً ، فهم بأمس الحاجة لهذا النوع من الدعم ، فهو يعتبر بالنسبة لهم جرعة الأمل التي يواجهون بها شراسة العالم من حولهم ، حين تحفهم نظرات الشفقه والأسى على حالهم، والتي قد يكون مردودها عكسياً على صحتهم وسلامتهم النفسية، فهذا مايفعله الإيحاء النفسي بهم ، بالمقابل يمكن اعتبار الايحاء الشفرة التي من خلالها يتم إيصال وترجمة معنى تقبل المجتمع لهم فعلاً ، إذا تم بالتشجيع والتحفيز الذي يكون بمثابة داعم قوي لهم للمضي قُدماً، وتحقيق المزيد من التقدم وعدم الشعور بالإقصاء، وإلقاء الضوء على إنجازاتهم حتى لو كانت بسيطة ،ودمجهم بالمجتمع أكثر، و إبرازهم في المحافل والفعاليات ،و الكشف عن مواهبهم و قدراتهم الفريدة التي يملكونها ولا يملكها الأشخاص العاديون ، فكم من هؤلاء من احتفل بانجازاته على شرف الصمت وبلا حضور ،وكم منهم من دشّن مشروع أحلامه بعيداً عن عدسات المشاهير،
ولم يتم تداول أخبارهم إلا بنسبة بسيطة ، يذكرونا بأنهم مازالوا بيننا .
Wjn_alm@