قبيل رحيلي إلى أسبانيا، وكلي شوق لزيارتها، والوقوف على آثار آخر معقل للإسلام، وهو قصر غرناطة، سألت اللواء محمد بحيري -رحمه الله-، عن أسبانيا، فأوصاني أن أبصق في وجه بن الأحمر، آخر الخلفاء المسلمين، الذي تزوج بأسبانية مسيحية، أفشت بأسرار المعركة، والجيش الإسلامي، فانتهز المسيحيون الفرصة، واستولواعلى غرناطة. والوصف سبق كتابته، ولكن ما أريد كتابته اليوم، هو صورة من القرآن تتجلى في قوله تعالى: (قد بدت البغضاء من أفواههم وماتخفي صدورهم أكبر) آل عمران/١١٨، وقصارى القول: إن بعض المندوبين العرب (وهم على مستوى مدراءعموم وكالات الأنباء العربية، أثار مسألة تعدد الزوجات في الإسلام، فاستنكرت المرافقة لنا بصوت أجش، (قولهم بأفواههم)، فكتبت ذلك في احدى الصحف بعدعودتي، فهو أمر جسَّده القرآن في آية آل عمران/١١٨، وبقي في المشوار ساعة الأسود، ومحراب الصلاة، وفتحات سقف صالة الإستقبال، التي تعني آذان الفجر ثم الظهر فالعصر ثم المغرب، وصور الخلفاء الخمسة، مرسومة في قبة داخلية للصالون، ومن روعة عمارة القصر: الشرفة المبنية بالحجر، وتطلّ على ماتحت القطر من مدن وطرق، تكشف الأعداء، وهم قادمون، فيأخذ المسلمون حذرهم، وكان الجو لطيفا بعكس ما هو عليه داخل الكنيسة التي بناها المسيحيون مكان المسجد الذي هدموه. وللحقيقة والتاريخ لم يهدم الإسلام مسجدا البتّة، وآيا صوفيا في تركيا عادت مسجداً، كما عاد أردوغان إلى رشده فللّه الحمد والمنَّة والثناء الحسن.