أتى فصل الشّتاء والطقس البارد ومعه تحلو ليالي الأنس والسّمرة والاجتماع، ولا يكتمل اجتماع الأصحاب والأحباب والسّمار إلا بشبّة النّار، فهي متاع البرد وجماله وحلاوته فهي دفء الشّتاء، فبجانبها يجلسون ويصطلون ويتسامرون ويوقدون ويطبخون.
وهذه من فوائد النّار ومتعها في الحياة الدّنيا، ومع متعة النّار في الشّتاء يزداد الطّلب على الحطب والفحم بكمّيات كبيرة، وهذا يتطلب قطع الأشجار وخاصّة شجر السّمر والسّلم والغضى والأرطاء ونتيجة لذلك تضرّرت البيئة وانتشر التّصحّر؛ نتيجة قطع الأشجار في البرّ والأودية لجمع الحطب وإشعال النّار، ولكن مع الجهود المنظمة المبذولة من قبل وزارة الداخلية ووزارة البيئة والمياه والزراعة، وتعاون المواطنين وتطبيق الأنظمة والعقوبات ونشرها في الإعلام، تم الحد بدرجة كبيرة من قطع الأشجار، إلّا أنّ قطع الأشجار مازال مستمرًّا بكميات قليلة ويحتاج إلى المزيد من سنّ الأنظمة الصّارمة وتطبيقها بشمولية في جميع المناطق والمحافظات. وكذلك توعية النّاس بأهميّة المحافظة على الأشجار لأهميتها للبيئة، وهذا موجود مسبقا، وفي هذه الأيام الشتوية الباردة يحتاج شمولية متكاملة، وجهدا أكبر مما سبق للمحافظة على أشجار بيئتنا من الاعتداء بالقطع والإزالة.
وفي هذا المجال وللقضاء نهائياً على قطع الأشجار أتمنى نشر كاميرات المراقبة في أماكن انتشار الأشجار وكتابة لوحات توعويّة وتحذيريّة تساهم في رفع مستوى الاهتمام بالبيئ؛ فجودة الحياة مطلب ودليل للتّقدّم والحضارة وانتشار الوعي الفكريّ والثّقافيّ والمدنيّ، خاصة أنه يوجد في الأسواق وبكميات كثيرة وباسعار مناسبة الحطب والفحم المستورد وبجودة عالية، ما يلبّي الطّلب المتزايد على الحطب والفحم . لذلك وجب نشر التّوعية المكثّفة في جميع وسائل التّواصل الإعلامي والاجتماعيّ، فنشاطات بيع او تسويق أو نقل الحطب المحلي متابعة بدقة من الجهات ذات العلاقة، وفي هذا السياق قرأت أن الأمن العام حث على الابلاغ عن أي اعتداء على البيئة والحياة الفطرية على الأرقام التالية ( 911) أو (999) او ( 996 ) فالمحافظة على البيئة وأشجارها وحيواناتها البرية مطلب دينيّ ووطنيّ. وأخيرا: لا تقطع شجرة فهي ليست لك وحدك.
Leafed@