تُعد الجامعات بيئة مهنية تقوم على الإبداع والإنتاج المعرفي، ويتطلب نجاحها التزاماً واضًاً من جميع الأطراف بالتوازن بين الحقوق والواجبات. إلا أن بعض الجامعات قد تتجاوز ساعات العمل الرسمية بتكليف أعضاء هيئة التدريس بمهام إضافية في أوقات غير مناسبة، مثل إعداد تقارير أو حضور اجتماعات افتراضية في ساعات متأخرة. وعلى الرغم من أن الاجتماعات الافتراضية تُعد وسيلة لتسهيل عمل الأكاديميين، إلا أن هذا التسهيل يجب ألا يتحول إلى عبء يؤثر على واجباتهم الاجتماعية تجاه الأسرة أو يخل بالتوازن بين العمل والحياة.
على الجانب الآخر، تقع على عاتق الأكاديميين واجبات لا تقل أهمية عن حقوقهم، مثل الالتزام بالساعات المكتبية، التي تُعد فرصة لدعم الطلاب وتوجيههم أكاديمياً، والمشاركة الفاعلة في تطوير المناهج والالتزام بمواعيد المحاضرات وحضور الاجتماعات التنظيمية خلال أوقات العمل الرسمية. هذه الالتزامات تسهم بشكل مباشر في تعزيز جودة التعليم وخدمة أهداف الجامعة.
علاوة على ذلك، فإن دور الأكاديمي يمتد إلى الإسهام في التوسع المعرفي عبر النشر العلمي والمشاركة في الهيئات المتخصصة حسب مجالاتهم. ومع ذلك، فإن تحميلهم بأعمال إدارية أو مهام مستعجلة خلال أوقات متأخرة قد يُشتت جهودهم عن تحقيق هذه الأهداف. لذلك، فإن تخصيص كادر إداري متخصص، كما هو الحال في الجامعات العالمية، يخفف من هذه الضغوط ويتيح للأكاديميين التركيز على دورهم الرئيسي في التعليم والبحث.
إن الالتزام بساعات العمل وتنظيم التكليفات بشكل مناسب يعكس المهنية والاحترام المتبادل. ومع تبني سياسات واضحة تنظم الحقوق والواجبات، يمكن للجامعات تحقيق بيئة عمل تدعم الابتكار الأكاديمي وتُهيئ للأكاديميين ظروفاً تُوازن بين دورهم المهني واحتياجاتهم الشخصية.
مع تبني سياسة واضحة وتنفيذها بمكن للجامعات تعزيز بيئة العمل بالتشجيع على الابتكار الاكاديمي وتوفر مساحة ابداعية للبحث والتعلم، مثل هذه المبادرات لاتضمن فقط تميز الجامعات محلياً بل تضعها في مصاف الموسسات التعليمية العالية التي تقدر دور الاكاديمي وتدعمه لتحقيق أهدافه الجوهرية.
drsalem30267810@