مقالات الكتاب

ازدواجية العدالة.. وديون الليث والوحدة

يبرز الإعلام الرياضي؛ كأداة مؤثرة في تشكيل الرأي العام، وتوجيه الجماهير. ومع ذلك، تظهر في بعض الأحيان ازدواجية واضحة في تناول قضايا العدالة والنزاهة، تتأثر بالمواقف الشخصية أو الانتماءات للأندية، ومن الملاحظ أن بعض الإعلاميين يتحدثون عن” العدالة” عندما تجانب مصالح فرقهم، لكنهم يتجاهلون هذا المبدأ في وقت الاستفادة من هذا الجانب. على سبيل المثال، عند وقوع خطأ تحكيمي يخدم فريقًا معينًا، نجد بعض الأصوات الإعلامية تلتزم الصمت، متجنبة انتقاد الموقف. بينما إذا تعرض فريق آخر، وتحديدًا الهلال لأي موقف مشابه، ترتفع شعارات العدالة والإنصاف بشكل لافت. هذا التناقض لا يساهم فقط في إضعاف مصداقية الإعلام، بل يعمق الانقسام بين الجماهير، ويزيد من حدة التعصب.

الإعلامي صاحب الرسالة، يجب أن يكون محايدًا، ناقدًا للخطأ ومدافعًا عن العدالة في كل الأحوال، بعيدًا عن الانتماءات. التحيز الإعلامي- حتى لو كان غير مقصود- يضر بسمعة الإعلام، ويُضعف ثقة الجمهور في ما يطرح ، وإذا كان التناقض في الطرح هو السمة التي تتجلى في تناول الكثير، وتحديدًا ممن تجاوزوا العقد الخامس والسادس، كما أن على الإعلام يفترض أن يتحمل مسؤوليته في تسليط الضوء على هذه القضايا بعيدًا عن الانتماءات؛ لضمان وجود رقابة جماهيرية تسهم في تحسين المشهد الرياضي، والعدالة الإعلامية ليست خيارًا أو شعارات ترفع بالمزاج، بل ضرورة لتحقيق بيئة رياضية صحية. والإعلامي الحقيقي هو من يرفع شعار الحق دائمًا، بعيدًا عن الأهواء الشخصية، مع التزامه بدوره في معالجة الجوانب الجوهرية التي تهدد مستقبل الرياضة. أيضًا ما يقلق من القضايا الكبرى التي تثير التساؤل في المشهد الرياضي السعودي ديون الأندية، خاصة الثلاثي في سلم الكبار( الشباب، الوحدة، ضمك)، حيث تشير التقارير الصادرة عن الفيفا أن هذه الأندية وأخرى، يصل عددها إلى 11 ناديًا تعاني من التزامات مالية كبيرة تجاه اللاعبين والمدربين السابقين. هذه الأزمة ليست جديدة، لكنها وصلت إلى نقطة حرجة قد تؤدي إلى فرض عقوبات قاسية؛ من أبرزها منع تسجيل اللاعبين لفترات طويلة؛ فالشباب على سبيل المثال- رغم نجاحاته الرياضية- يواجه ديونًا تتطلب حلولًا جذرية للحفاظ على استقراره المالي، وعميد الأندية السعودية الوحدة كذلك يعاني من قضايا مالية مشابهة، حيث تتراكم عليه قضايا في الفيفا قد تعيق خططه المستقبلية. أما الشباب، فرغم تاريخه الكبير، يواجه تحديات مالية تستدعي تدخلاً سريعًا؛ لتجنب تداعيات أكبر.

ويتطلب الأمر من الأندية تعزيز الشفافية المالية والالتزام بإدارة مالية رشيدة. يجب أن يكون هناك تعاون بين إدارات الأندية ووزارة الرياضة؛ لضمان توفير حلول طويلة الأمد، وأعتقد أن خصخصة هذه الأندية سيسهم بشكل كبير في سلخ الديون؛ لأن العمل المالي المحكم سيكون السائد في مثل تلك الجوانب. ختامًا كنا نسمع في السابق أن الديون تحاصر النصر والاتحاد والأهلي، غير أنها انتقلت لمساحة أخرى، نتمنى سلخها وتحديدًا فيما يتعلق بالقطبين الشباب والوحدة؛ لأن الأول يمثل تاريخًا في المنطقة الوسطى، ويُعد النادي الأول، في حين أن الوحدة يمثل جوانب مهمة؛ كونه في أطهر بقعة، علاوة على تمسكه بعمادة الأندية السعودية. والله من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *