تعودنا على أن نرى كاميرات المراقبة داخل و خارج مجمعات التسوّق، وتقوم المحلات بتركيب كاميرات خاصة داخلها. و هو أمر جيد يساعد على استتباب الأمن.
بل إن البعض يستعين بتلك الكاميرات، للتأكد من حوادث المرور في الطرق المجاورة للمجمعات. وقد كنت شاهداً على حادث مروري تسبّبت فيه سيارة خرجت من المواقف بطريقه مفاجئة، ممّا اضطر السيارات القادمة إلى محاولة تجنُّب الاصطدام بها ممّا أدى لاصطدام سيارتين. و عندما حضر نجم، كانت السيارة المتسبِّبة قد غادرت الموقع، و لم يصبها أى شئ. و هنا طلب نجم من صاحبي السيارتين المتضررتين أن يقوما بتقديم شكوى لدى المرور، فذهب أحد السائقين الى إدارة المجمع وحصل على تصوير الكاميرات لتلك المنطقة و قدمه لإدارة المرور، والتي قامت بدورها بتحميل الحادث لذلك السائق المتسبِّب بالحادث بخروجه المتهور الى عرض الطريق.
وإذا كان وجود كاميرات مراقبة خاج المنازل، أمر منتشر، فان كثيراً من الأُسر تستعين داخل البيوت بكاميرات متصله بجوالاتهم، للإطمئنان على أولادهم و متابعتهم عن بعد, خاصة وأن العديد من الأُسر يكون الزوج و الزوجة من العاملين. و كم من الحوادث اكتشفها الوالدان عن طريق هذه الكاميرات، من سوء معامله يلقاها الصغار، أو كبار السن. و هنا أذكر ماحدث لأحد الوافدين العاملين في المملكة، والذي اكتشف عن طريق الكاميرات التى وضعها في حجرة والده، بعد أن لاحظ في إجازته الأخيرة إلى بلده، أن والده ليس على مايرام، وأنه تظهر علي جسمه آثار كدمات وجروح لم يقتنع بأنها نتيجة لوقوع والده المتكرّر بسبب كبر السن. وكشفت هذه الكاميرات أن زوجته تسئ لوالده العجوز، و تضربه بالعصا حتى لا يطلب منها أي مساعده. فما كان منه إلا أن أخذ إجازة من عمله وسافر إلى بلده و وضع والده في أحد دور المسنين هناك، و قام بتطليق زوجته، و قدم الفيديو إلى رجال الأمن الذين قاموا بالقبض على الزوجة.
و النوع الآخر من الكاميرات، هو الداش كام والذي يركب في السيارات لتسجيل جميع ما يحدث داخل وخارج السيارة. و كنت أتحدث إلى أحد رجال المرور والذي نصحني بتركيب الداش كام في سيارتي قائلاً أنه يساعد كثيرا في تحديد المسئولية عن الحوادث. وهنا أذكر حادثه حدثت لجاري و كان يقود سيارته الجديدة وإذا بشاب مسرع يصدمه من الجنب، و نزل جاري للنظر إلى ماحدث للسيارة وهو غاضب، ولكن الشاب استعطفه بأنه لا يملك تأميناً على سيارته القديمة، وأنه لا يعمل، ولا يستطيع أن يتحمل تكاليف الإصلاح، فما كان من جاري إلا قال بلهجة أولاد البلد :”الله يعوض عليك و عليا”. وتركه ونصرف . و بعد أسبوع، طلبته الشرطة للحضور إلى المركز، فسأل عن السبب، فأخبره الضابط بأن عليه بلاغ هروب. و هنا أخذ يضرب كفاً بكف. و لحسن حظه أنه احتفظ بفيديو الحادث على جواله. و عندما ذهب إلى المركز، قام بعرض الفيديو على الضابط، وهنا قال له الضابط بأنه سيستدعي ذلك الشاب بتهمة البلاغ الكاذب، بالإضافة إلى ارتكاب الحادث. و قبل أن يخرج جاري من مكتب المرور،قال له الضابط إنه إذا كان طرفاً في أي حادث وحتى إذا اتفق مع الطرف الآخر على أن يقوم كل واحد بتصليح سيارتة، فعليه أن يبلغ المرور بالحادث وبما اتفق عليه الطرفان.
لا شك أن فوائد كاميرات المراقبة كثيرة، ولكن قد يمتنع البعض عن الإستعانة بها خوفاً من أن يتم اختراق هذه الكاميرات، و التجسُّس على المنازل من قبل ضعاف النفوس.