الرياض : البلاد
حرفة المباخر، أو كما تُعرف في منطقة حائل باسم “المداخن”، التي تجاوز عمرها في المنطقة 140 عاماً، تشارك في النسخة الثانية من معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بَنان)، مقدمة نموذجاً حياً للحرف التقليدية التي تمثل الهوية الثقافية السعودية، حيث تميزت المبخرة الحائلية؛ التي تُصنع من خشب الأثل، بجودتها وصلابتها، كما أنه عنصر أساسي يعكس عمق ارتباط هذه الحرفة بالبيئة المحلية.
ومن داخل جناح الأستاذ خالد المطورد، المشارك بمعرض بَنان، أوضح أن المباخر ليست مجرد أدوات للاستخدام اليومي؛ بل هي رمز ثقافي يحمل في طياته حكايات الأجيال الماضية، مؤكداً أن المداخن الحائلية المصنوعة بدقة من خشب الأثل، دليل على عبقرية الحرفيين المحليين الذين استطاعوا تسخير موارد بيئتهم لابتكار أدوات تتسم بالمتانة والجمال، كما أنها تعكس التطورات الحديثة في تصميم المباخر حرص الحرفيين على تلبية تطلعات الأجيال الجديدة، مع الحفاظ على روح التراث.
وأشار المطرود إلى أن المباخر لم تتوقف عند الشكل التقليدي فقط؛ بل تم تطويرها بإضافة عناصر حديثة مثل الصاج والنحاس، مع إدخال الكتابة والزخارف على التصميمات، وذلك بهدف المزج بين الأصالة والحداثة وجعل المباخر أكثر جاذبية، مع الحفاظ على قيمتها التراثية التي تمثل جزءاً أصيلاً من تاريخ منطقة حائل.
وقال إن معرض (بَنان) يعد واحداً من أهم الفعاليات التراثية في المملكة، حيث إنه يُشكل نافذة على إبداع الحرفيين السعوديين وموروثاتهم الثقافية، مبينًا أن النسخة الثانية من المعرض تميزت بتنوع المشاركات من مختلف مناطق المملكة، مما أتاح للزوار فرصة استثنائية لاستكشاف غنى التراث الوطني وابتكاراته، كما أنه يعكس التزام المملكة بالحفاظ على الحرف التقليدية وتعزيزها كجزء من الهوية الثقافية ضمن رؤية السعودية 2030.