ما إن تخطو أولى خطواتك داخل أسوار النادي الأهلي المصري، في العاصمة المصرية القاهرة، إلا وسيحتضنك تاريخ من العراقة والذهب والإنجازات، ثم ستحتضنك مائة وسبعة عشر عامًا من الوفاء، وستشاهدها بعينيك، متمثلة بحفظ العرفان لشخصيات قدمت الكثير من وقتهم وجهدهم للنادي، وقد حفروا أسماءهم من ذهب، على هيئة صور وتماثيل في جدران ذلك الصرح العظيم، لرجالات لطالما أسسوا كيانًا يفخر به العالم العربي أجمع؛
فالأهلي المصري جعل من إنجازاته العالمية والنجوم المُرصعة على قمصانه وسام شرف لكل عربي، يرتدي القميص الأحمر، الذي كان- وما زال- قدوة في مُسماه للعديد من الأندية في الوطن العربي. في تاريخ 14 مايو لعام 2024، نلت شرف زيارة المقر الرئيس للنادي الأهلي بالقاهرة، في الجزيرة المطل على النيل؛ حيث صالة الأمير عبدالله الفيصل، وتمثال صالح سليم، وملعب مختار التتش، وصالة راتب باشا، وصور لجماهير أحبت الأهلي، وأحبهم؛ حتى خلدهم ورفع صورهم وأسماءهم في لفتة وفاء بأعلى ارتفاع؛ كبرج القاهرة المجاور لابتسامتهم العريضة التي صنعها معشوقهم على مدى التاريخ، ليراهم ويدعو لهم الجميع، عندما لقوا حتفهم غدرًا، مؤازرين مناصرين لمعشوقهم في ميادين المباريات. العديد من المناظر شاهدتها في زيارتي للقلعة الحمراء؛ لأعايش سحر المكان، وكأن الزمن عاد بي حتى 1907؛ حيث تاريخ حجر الأساس، وصولاً إلى يومنا هذا؛ لما لامسته من تفاصيل تُحاكي جميع من مروا في جنبات كيان الأهلي، ثم عليّ أن أشيد أيضًا بمواكبة العصر الحديث على مستوى المباني والمكاتب الإدارية وحمامات السباحة الممزوجة بخضرة الحدائق الغنَّاء. ستجد في النادي الأهلي المعنى الحقيقي لعبارة” هذا النادي رياضي، ثقافي، اجتماعي”. فلكل عبارة منها اسم ينتمي له، ويحمل عضويته أبرز شخصيات العصر الحديث في الثقافة والغناء والتمثيل والرياضة، وكل ما يندرج تحت جمال فنون الحياة. أما في الناحية الاجتماعية، فستجد مالا أستطيع وصفه من الجمال، الذي يوفره النادي ليحتضن أبناءه- أجيالًا وراء أجيال. نعم هُنا كُنت في حضرة التاريخ، الذي لا يمكن اختزاله في سطور، وهُنا تكرمت خلال جولتي من صُناع التاريخ والبطولات، وكما كان الأهلي المصري في قلبي دائمًا، كنت يومها في قلب أعظم نادٍ في الكون، كما تتغنى به جماهيره.