أقامت الهيئة العالمية لتبادل المعرفة في مدينة جدة يوم 22 اكتوبر 2024، احتفالية تكريم رواد الحركة الرياضية العربية، ممثّلة في الدكتور عبدالحميد الرميثي الرئيس التنفيذي للهيئة، الذي نذر نفسه، وسخر جهده، لتكريم الأولين من الرواد العرب في مختلف المجالات المهنية والحياتية.
ولقد توج هذا العرس برعاية ودعم المؤرخ والمستشار المستنير سعادة الأستاذ أحمد محمد باديب، حيث يعكس دعمه هذا، إيمانه العميق بأهمية تعزيز جهود واعمال ونشاطات خدمة المجتمع، وخصوصاً مبادرات تكريم الرواد المبدعين في مختلف المجالات في الوطن والعالم العربي. إن رعايته لمثل هذه المبادرات، فيها تعزيز ودعم للطاقات الوطنية الشابة، ممّا يسهم في تحفيزهم لتحقيق المزيد من الانجازات، ورفع اسم الوطن عالياً ، فله منا كل الشكر والتقدير والعرفان بالجميل.
تلك الليلة، كانت عرساً بهيجاً، إرتسمت الفرحة، وتراقصت الإبتسامات على شفاه الرياضيين المكرمين، وكأن كل لحظة من جهدهم عبر السنين، قد تلألأت بأكاليل الفخر والمجد، ولسان حالهم يتحدث دون كلمات، عن الحلم الذي أصبح واقعاً، حيث اختلطت مشاعرهم بالفرح والسعادة والحبور، وشعروا جميعا، أن العالم كله يحتفي بهم، وأن جهدهم عبر السنين، لم يكن سوى أنشودة رائعة، عزفت بإقاعاتها على مسرح الحياة.
في تلك الليلة، عدت بذاكرتي الى أيام طفولتي، حيث كان العديد من الآباء والأمهات ينظرون الى الرياضة على أنها مضيعة للوقت، وتلهي الأبناء عن الدراسة. وقد تؤدي الى الإنحراف، وغير مجدية، مقارنة بالتعليم الذي يفضي إلى ضمان مستقبل أفضل.
وتغير الحال، وتغيرت النظرة الى النشاطات والألعاب الرياضية، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان. حيث تعكس التحولات الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، في المجتمعات، وأصبحت أكثر تنظيماً، وتخصصاً، وإحترافية، وظهرت إتحادات دولية لتنظيم المنافسات وتحديد قواعدها، وأصبح اللاعبون يمتهنون الرياضة بشكل كامل، ويحصلون على رواتب عالية، كلما ازدهرت البطولات العالمية مثل كأس العالم والدوريات الكبري، وبذلك أصبحت الرياضة أكثر إنتشاراً وجذباً للمواهب من جميع أنحاء العالم.
أتوقع مستقبلاً، أن تشهد الرياضة تطورات هائلة، بفضل التقدم التكنولوجي، والذكاء الإصطناعي، وتحليل البيانات، التي بدأت تلعب دوراً كبيراً في تحسين أداء الرياضيين من خلال الأجهزة القابلة للإرتداء، وأدوات التحليل المتطورة، التي تتابع تقدمهم الصحي والبدني، واستخدام الواقع الإفتراضي، والمعزِّز في تدريب اللاعبين، على محاكاة إحداثيات المباريات والتكيف معها.
كما أن المستقبل، سيشهد نشاطاً مكثفاً في الرياضة الإلكترونية، حيث تجمع بين التكنولوجيا والترفيه والقدرة التنافسية، ممّا يجعلها جاذبة لأجيال المستقبل، وتحمل فرصاً هائلة لتحسين التجربة الرياضية والتنافسية.
وأخيراً، ميداليات وكؤوس البطولات الرياضية تصنع بالعرق والجهد والإرادة.