حمَّل الكثير المدرب الايطالي مانشيني النتائج الضعيفة للمنتخب في تصفيات كاس العالم. و استجاب الاتحاد السعودي لنداءات الجماهير التي رأت أن مانشيني يتخبط في اختيارته و حتى تغيراته خلال المباريات.
كما أن الفريق خسر الكثير من النقاط ولم يفز في ثلاث مباريات على أرضه.
و قد يحدث تعيين مدرب جديد، ردة فعل ايجابية لدى اللاعبين الذين يسعون لاثبات أنفسهم و لكي ينفوا التقصير من ناحيتهم.
ولكن هناك من يرى أن أي تأثير لتغيير المدرب سيكون محدودا.
بعد إحدى مباريات المنتخب، قال سعيد العويران صاحب أشهر هدف سعودي في كاس العالم، قال إن المنتخب زمان، كان كلهم كباتن لفرقهم، مثل: محمد عبدالجواد الذي كان كابتن الأهلي، و يوسف الثنيان كابتن الهلال، و ماجد عبدالله كابتن النصر، و أحمد جميل كابتن الاتحاد وغيرهم. أمّا الآن، فإن أغلب لاعبي المنتخب، إن لم يكن جميعهم، لايلعبون إلا دقائق في آخر المباريات، عندما يجري المدرب التغيير لإضاعة الوقت.
الواقع يقول إن على اللاعبين المختارين لتمثيل المنتخب، أن يبذلوا جهدا مضاعفا لكي يعوضوا جزءاً ممّا فقدوه لأنهم لا يلعبون أي مباراة رسميه. و لكن كيف يطورون أنفسهم وهم لم يختبروا قدراتهم.
هناك مقولة بأن الدوري القوي، ينتج منتخبا قويا، و الواقع يقول إن الدوري السعودي أصبح من البطولات القوية، ويتنافس فيه لاعبون يمثلون بلادهم على أعلى مستوى، و لكن رغم ذلك، لم ينعكس على المنتخب السعودي، و السبب أن مدربي الأنديه يريدون لاعب جاهز ولا يريدون أن يبذلوا الجهد في تطوير اللاعب السعودي، كما أن جماهير وادارات الأنديه ليس لديها صبر على النتائج.
يطمح أغلب لاعبي كرة القدم، في أن يمثلوا منتخبات بلادهم، وكلهم يحلمون بتحقيق بطولة مع المنتخب،
ولكن اللاعب اذا لم يلعب فهو لا يفقد حساسية الملعب فقط، بل قد يفقد الشغف، وتصبح الكرة وظيفة روتينية، فهو يؤدي التمارين، و اذا أسعده الحظ، يجلس على دكّة البدلاء وقد يشارك في الوقت المضاف.
كم من لاعبين تركوا أعظم أندية العالم لكي يحصلوا على فرصة لممارسة الكرة قبل أن تنتهى مسيرتهم، قد يحصلون على ميداليات و بطولات ولكنهم لم يشاركوا سوى دقائق معدودة وكانت كل مساهمتهم أنهم أكملوا
العدد المطلوب، والأمثلة على ذلك كثيرة، مثل: الفاريز نجم مان سيتي والذي فضَّل الانتقال إلى نادي أتليتكو مدريد رغم بطولات مان سيتي، و رغم أنه كان
يتدرب مع أعظم مدرب، بل وقبل بان يخفض أجره، ناهيك عن إحباط اللاعبين الصغار، فهم لا يرون
مستقبلاً لهم في مجال الكرة، وسيبتعد أغلبهم عن المجال.
واذا أردنا أن يكون لنا منتخب قوي، فعلينا أن نقنع إدارات و مدربي الأندية، بأن يشركوا لاعبي المنتخب
بشكل أساسي، و نحن هنا نتحدث عن ٣٠ أو ٤٠ لاعبا من ضمن أكثر من ٤٠٠ لاعب في الدوري الممتاز.
أو أن نفكر خارج الصندوق، بحيث يحصل المدرب الجديد على فرصة أن يقيم معسكرا طويلا للاعبي المنتخب، ويلعب فيه العديد من المباريات.
أمّا على المدى البعيد، فلابد من إعداد أجيال جديدة، و العمل على تطوير قدراتهم، وذلك بانشاء أكاديميات لصغار السن يشرف عليها أفضل العاملين في الأكاديميات في أوروبا. يتم فيها إعدادهم مهاريا بحيث يصبح اللاعب منهم قادراً على مجاراة أفضل اللاعبين. و تصبح هذه الأكاديميات رافداً للأندية وبالتالي للمنتخب.
كما أنها سوف تفتح أبوابا لاحتراف اللاعبين في الخارج.
و يمكن أن يقوم صندوق الاستثمار، بانشاء هذه الأكاديميات و من ثم بيع اللاعبين للأندية.