خلال مشواري المهني بوزارة الصحة، وفقني الله عزّ وجلّ، في الحصول على درجة الماجستير في علم المناعة والحساسية من قسم المناعة بكلية الطب بجامعة نونتجهام بإنجلترا (أكثر من عشرين عاماً وهي من ضمن أفضل مائة جامعة على مستوي العالم)، درست هذه المرحلة بموافقة وزارة الصحة عاميْ 96-95 م، قمت بتوثيق الشهادة من قبل الجهات المختصة، وحصلت على الترقية التي تليق بهذه الشهادة العلمية.
أشرف على دراستي البروفيسور فاروق شكيب، وهو أحد الأكاديميين المعروفين لدي جامعة الملك سعود (الجامعة المتميزة على مستوى العالم العربي)، التي كان بينها وبين جامعة نوتنجهام، تعاون أكاديمي.
الممتحن الخارجي لأطروحة الماجستير، هو البروفيسور هولجات الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الطب.
البرنامج الأكاديمي للتخصص، ركَّز على دراسة علم مرض الحساسية (Allergy)، حيث يعتبر من الأمراض المناعية المنتشرة بكثرة في المملكة المتحدة، سواء على مستوى الكبار، أو الصغار.
أعراض المرض بصورة عامة: صعوبة في التنفس (من خلال الأنف أو الرئتين)، إحتقان وخروج سوائل من الأنف، كسل والآم في الجسم، إحمرار العين يرافقه أحيانا ارتفاع درجة الحرارة.
السبب العلمي وراء ذلك هو: وجود محفِّز يطلق عليه (Allergen) موجود في الجو المحيط بالإنسان، يقوم بالتفاعل مع بعض خلايا الجسم مثل (Mast Cell) التي بدورها تطلق مكونات بداخلها تسمي (Histamin) التي بدروها تتفاعل مع خلايا الجسم وتسبِّب العديد من الاعراض التي ذكرناها (ما ذكرته يعتبر مختصر لعلم واسع).
في حالة عدم اخذ مضادات الهستامين، قد يؤدي إلى تطور في الأعراض وبعدها قد تحدث وفاة!
في المقابل، مرض الانفلونزا (جائحة كورونا مثلا)، فيروس يصيب الجهاز التنفسي، ينتشر في الجو وفي فترات زمنية مختلفة (شتاء وصيف)، ينتج عنه كما نعرف الأعراض التي هي في الحقيقة مشابهة جداً لأعراض الحساسية التي ذكرتها أعلاه (لن أسهب في الحديث لأن الجميع أصبح لدية معرفة بإعراض
الانفلونزا الموسمية). للتخفيف من أعراض الانفلونزا (التي قد تؤدي الى الوفاة في حالة شدتها)، يوصى بأخذ لقاح الانفلونزا الموسمي من قبل الصغار والكبار.
باختصار، أكتب مقالي هذا، ولديّ خلفية علمية، حاصل على شهادة الدكتوراه في علم المناعة والعدوى من جامعة جلاسكو بإسكتلندا (ضمن أفضل مائة جامعة على مستوى العالم على مدي أكثر من عشرين عاما) وشهادة ما بعد الدكتوراه (Post-Doc) في مكافحة الأمراض المعدية بالمستشفيات من مستشفى فريمان (مدينة نيوكاسل الإنجليزية).
أقول: الحديث في الاعلام (المرئي والمقروء)، مركّز فقط على الانفلونزا ولقاح الانفلونزا الذي يساهم في تقليل شدّة الأعراض (وعلى منابر المساجد أيضاً). حصر هذا المفهوم لدى رجل الشارع، ينتج عنه العديد من الفوائد لمصانع الأدوية!
القصور في إدراك الفرق بين الحساسية والانفلونزا في البرامج الحوارية الإعلامية، بحاجة الى نقلة نوعية وتصحيحية من قبل المختصين.
للحديث بقية.