هنيئاً لمملكتنا الحبيبة كل هذه الإنجازات الحضارية العملاقة التي تتحقق يوماً بعد يوم على أرض الواقع بكفاءة وجدارة واستحقاق ، فتقديرًا لجهودها الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة، أصحبت الرياض عاصمةً للبيئة العربية لمدة عامين، بعد منافسة بين (10) مدن، من أجل الحصول على هذا اللقب، في حين تمكنت مبادرة السعودية الخضراء من الحصول على جائزة المشروع البيئي المتميز، على مستوى القطاع الحكومي، تأكيدا للدور الريادي للمملكة في تبنيها لرؤى استراتيجية، ومشروعات بيئية مبتكرة ومستدامة، وقد سررت كثيرا بمقال الأستاذة نوال الجبر المنشور بالصفحة الأولى لصحيفة الرياض أول أمس الإثنين بهذا الخصوص، وتأكيدها أن منح مدينة الرياض لقب عاصمة البيئة العربية لمدة عامين، سيجعل المدينة تشهد العديد من الأنشطة والفعاليات الموجهة نحو تعزيز الوعي البيئي، ودعم الاستدامة، وتنظيم حملات، ومشروعات تهدف إلى تحسين جودة الحياة والبيئة في المنطقة، ومن المتوقع أن تساهم هذه الفعاليات في تعزيز مكانة الرياض كمركز عالمي للعمل البيئي، والتنمية المستدامة وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030، فمنذ انطلاقتها، اتخذت المملكة خطوات حثيثة لبناء مستقبل أكثر استدامة، عبر إعداد استراتيجية معاصرة، معنية بحماية البيئة لمواجهة التحديات المختلفة، ومازالت تواصل عبر مبادرتيها “مبادرة السعودية الخضراء” و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”، لتحقيق هدف الحياد الصفري بحلول عام 2060م عبر تبني نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، وتسريع رحلة انتقال المملكة نحو الاقتصاد الأخضر، من خلال تحقيق ثلاثة أهداف طموحة تتمثل في: تقليل الانبعاثات الكربونية، وتشجير المملكة، وحماية المناطق البرية والبحرية، وهذا تحديدا ما نأمله جميعا تتويجا لكل هذه الجهود المباركة، التي تتم في الرياض وفي جميع أنحاء المملكة بتوجيه ومتابعه ورعاية من لدن قائدنا الملهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ ، وتستضيف العاصمة خلال العام الجاري 2024 عددًا من الفعاليات البيئية الهامة، من أبرزها: الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP 16) حيث سيناقش المؤتمر عدة موضوعات محورية تشمل تطوير عمل الاتفاقية، ومتابعة تنفيذ الإطار الاستراتيجي لاتفاقية مكافحة التصحر 2018-2030، ومعالجة قضايا الجفاف والعواصف الترابية، كما سيشارك في المؤتمر ممثلون لـ (196) من الدول الأطراف والمنظمات الدولية والإقليمية؛ لمناقشة التحديات المتعلقة بالتصحر والجفاف وسبل مواجهتهما، وهو حدث ذو أهمية كبيرة على المستوى العربي والعالمي ، وهناك رؤية تحدث عنها معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي، بأن المملكة تتبنى رؤية شمولية للنظم البيئية وفق رؤيتها الطموحة 2030، وتحرص على تحقيق مستهدفاتها.