بعد الظهور الباهت للمنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2026، أشعلت الأقلام الصحفية نيرانها في وجه المنتخب، وتناولته بسياط النقد من جميع الاتجاهات. جانب منهم أخذ المدرب مانشيني وجبة دسمة يتغذى عليها كل يوم، وجانب آخر تمتع باللاعبين وتلذذ بالسخرية منهم، وجانب آخر أخذ خطة اللعب 3/5/2 ذريعة وحجة لسوء مستوى المنتخب.
ولو أردنا عزيزي القارئ تفنيد ما تم ذكره، سنجد التالي:
بالنسبة لمانشيني: اتضحت الصورة كاملة، الرجل متعالٍ، متغطرس، ويرى نفسه أكبر من الكرة السعودية
من جانب اللاعبين: اتساع الهوة بينهم وبين المدرب أصبح عيانًا بيانًا؛ عطفاً على انعدام الروح التي لم تتأثر بتمثيل الوطن أو بارتداء قميص المنتخب.
أما بشأن خطة 3/5/2، فقد أشبعها المحللون حديثًا وحوارًا ونقدًا، ولكن للأسف، وفي رأيي الشخصي أن جميع هذه الآراء خاطئة.
ستقول لي عزيزي القارئ: لماذا؟
سأقول لك: إن المبررات التي ذُكرت ليست مقنعة، حيث إن الجميع ذكر أن اللاعب السعودي لا يتناسب مع هذه الخطة، وأن اللاعب السعودي منسجم مع خطة 4/4/2، أو 4/3/3 وهذا ما لا يتحمله المنطق والعقل في كرة القدم.
عزيزي الناقد أو عزيزي القارئ.. اللاعب السعودي لاعب محترف. ومحترف بمعنى أنه متفرغ فعليًا لكرة القدم، والمنتخب هو عبارة عن مزيج من لاعبي الفرق السعودية كاملة، بمعنى أن كل لاعب خضع خلال الدوري للكثير من التدريبات والخطط التكتيكية من مدارس كروية مختلفة، وهذا يعني أن تغيير الخطة من عدمها لا يجب أن يؤثر على اللاعب، هذا من جانب.
الجانب الآخر، الاتحاد السعودي يتعاقد دائمًا مع مدربي كرة قدم محترفين؛ أصحاب تجربة، وأنا هنا أتحدث عن أي مدرب ولا أعني مانشيني، فهل يُعقل أن أضع من شروط عقد المدرب الالتزام بخطة 4/4/2 أو 4/3/3؛ لأنها تتناسب مع اللاعب السعودي؟
بالطبع هذا الكلام غير مقبول، ولكن كل هذه المبررات وُضعت لمحاولة التبرير للاعبين، وهذا ما لا يصح. أما المدرب، فأنا لا ارتجي منه أي تطور، وذلك لسبب واحد، وهو الكبر والتعالي على كرة القدم السعودية.