سبعون عاماً وأكثر، مضت على صدور مجلة “القافلة “، ساهمت خلالها، ولاتزال، في نشر الثقافة المستنيرة بأسلوب مبسَّط، والتعريف بمنجزات شركة أرامكو، والمجتمع السعودي في مختلف المجالات العملية والعلمية والاجتماعية. وكان حرص القائمين عليها كبيراً لتصل إلى القارئ مطلع كل شهر، حيث يتم تُوزَّيعها على موظفي شركة أرامكو السعودية التي تتولّى إصدارها، وترسل هدايا ثمينة للقراء في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
تقول إحصائية نشرتها [القافلة] إن 83 % من أعدادها يوزع داخل المملكة بما في ذلك النسخ التي توزع على موظفي الشركة، وتوزع 12% منها على امتداد الوطن العربي، والباقي الذي تبلغ نسبته 5% يوزع في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
كنت ولاأزال أحد الذين يواظبون على قراءتها والاحتفاظ بأعدادها منذ سنوات طويلة، حيث كان والدي -رحمه الله- شغوفاً بالقراءة والإطلاع، وكانت تصل إليه أعدادها عبر البريد مجاناً، واستمرت متابعتي وقراءتي لها حتى اليوم.ولعل من نافلة القول الإشارة إلى أن مجلة (القافلة) تعدّ في طليعة المجلات الثقافية العربية والسعودية لاشتمالها على الآداب والثقافة والعلوم، إضافة لمواكبتها مسيرة بلادنا الناهضة وطموحاتها الكبيرة، وظلت خلال مسيرتها الطويلة المشرقة، مستمرة في الصدور بفضل الدعم اللامحدود الذي تحظى به من قبل شركة أرامكو السعودية.لسنا هنا نتحدث عن مجلة القافلة باعتبارها مجلة ثقافية نجحت في أن تصمد، وأن تتطور طوال هذه الفترة الزمنية المديدة، في الوقت الذي احتجبت فيه عشرات المجلات العربية، بل هو حديث عن مجلة ثقافية سعودية – عربية ناجحة، امتد تأثيرها عبر أجيال متعددة، واحتفاء بمعلم بارز من الصحافة الثقافية العربية المعاصرة، استطاعت أن تصل إلى قرائها في الوطن العربي وخارجه، ومن فئات اجتماعية وعمرية متنوعة، تقدم لكل واحد منهم معلومات ومعارف حديثة مستنيرة بأسلوب مبسَّط.
وخلال مسيرتها الطويلة، استطاعت مجلة القافلة أن تستقطب للكتابة على صفحاتها العديد من كبار الكتاب والأدباء والمفكرين العرب والسعوديين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصرالأساتذه والمفكرين والأدباء: محمود عباس العقاد، وعميد الادب العربي الدكتور طه حسين، وصاحب مجلة الرساله أحمد حسن الزيات، والدكتور محمد حسين هيكل، وأحمد الصافي النجفي، ووديع فلسطين، وجبرا إبراهيم جبرا، ومحمد عبد المنعم خفاجي، ونجيب محفوظ، وإيليا أبو ماضي، وميخائيل نعيمة، وفؤاد صروف، ونقولا زيادة، وعبد الرحمن بدوي، وجورج صيدح، وفدوى طوقان، ومارون عبود، ورياض المعلوف، ومنذر الشعار، وجميل علوش، ويوسف نوفل، وجاذبية صدقي، ونعمات أحمد فؤاد، وعدنان الصائغ، وبلند الحيدري. كما نشرت لكتاب ومفكرين وأدباء سعوديين في مقدمتهم الأستاذ عبد القدوس الأنصاري صاحب مجلة المنهل ، والشيخ حمد الجاسر علامة الجزيرةالعربية، والشعراء أحمد قنديل، ومحمد حسن عواد، وطاهر زمخشري، وعبد الله بن خميس، وعبدالله بن إدريس، ومحمد علي السنوسي، وفؤاد شاكر، وأمين مدني، وغازي القصيبي، ومحمد سعيد باعشن، ومحمد العلي، وعدنان العوامي، وعلي الدميني، وحسن السبع.
وقد تعاقب على رئاسة تحريرها منذ عام 1953 م وحتى اليوم، الأساتذة الكرام: حافظ البارودي، و شكيب الأموي، وسيف الدين عاشور، ومنصور مدني، وعبد الله حسين الغامدي، وعبد الله الخالدي، وعصام زين العابدين توفيق، ومحمد طحلاوي، ومحمد العصيمي، والشاعر محمد الدميني، وبندر الحربي، وميثم الموسوي.
وبعد، فإن استمرار المجلة، هو برهان ساطع على مدى التأثير، والإشعاع الذي تقوم به، وماتتمتع به بمزايا متعددة يأتي في طليعتها ثراء المحتوى وتنوعه، وجدّية الأقلام العربية التي تكتب من خلال هذا المنبر الثقافي الرائد.