النفس البشرية تتطور مراحلها المختلفة ، بالتزامن مع التطور الزمني للحياة ، وكل مرحلة عمرية من حياتنا، لها متغيراتها وضوابطها وثقافتها، فنجد أن أفعال وسلوكيات سن المراهقة والشباب، تختلف كلياً عن مراحل العمر الوسطى، وكذلك الأمر يندرج على المرحلة العمرية فوق الستين ، هذه الدورة الحياتية نتدوال فيها الأيام كما أرادها الله سبحانه ، قال تعالي: “وتلك الأيام نداولها بين الناس”.
لفت انتباهي في الفترة الأخيرة التسويق الشخصي للأفراد والجماعات بطريقة لا تليق بنا كمجتمع إسلامي وعربي ولا بثقافتنا العربية الأصيلة المبنية على أن الأفعال هي من تتحدث عنا ، هذه الظاهرة أصبحت اليوم تظهر بشكل واضح في حياتنا اليومية ومناسباتنا المختلفة وفرضت نفسها كواقع لا مفر منه ، هذا الإسفاف في التسويق الشخصي، يتقبله البعض بكل فخر، بل يصل الأمر ان نجعله قدوة حسنة يُقتدى بها ، ومن أجل ألا أُفهم خطأ ، الذي أقصده التسّويق الشخصي الذي لا يستند على واقع يدعمه، وإنما مجرد استعراض أمام الكاميرات لأماكن معينة في الجسم، أو منزل، أو سيارات، أو أموال، ومجوهرات، وسفريات مدفوعة التكاليف .
الأفعال الطيبة تحفظها الذاكرة قبل السجلات والتوثيقات المختلفة ، ويفتخر بها الجميع اليوم ودوماً ، ويبقى أثرها ممتداً لسنين طويلة ، فما زلنا ننتهج خطى رسولنا الكريم صَلَّى الله عليه وسلم من مئات السنين ، ونذكر أفعال الصحابة والرجال العظماء إلى اليوم ، وهذا يؤكد على أن الأفعال هي التي تبقى ويُقتدى بها في دُجى الليل .
ممّا لا شك فيه، أن برامج التواصل الاجتماعي وبعض الوسائل الإعلامية، لها دور كبير في إنتشار هذه الظاهرة ” التسّويق الشخصي ” وايصالها لكل فئات المجتمع بكل يسر وسهولة ، بل أصبحت الوسيلة التي ينفذون من خلالها للمجتمع بكل أطيافه بكل سهولة ويسر، وكل هذا من أجل مجد شخصي وهمي لا يمتّ للواقع بصلة.
إنتشار مثل هذه الظاهرة، لا بدّ أن نتصدّى له من خلال البرامج التوعوية، ومنابر الجمعة، والرقابة الأسرية ، وكلنا في خدمة الوطن .