شهد نهاية الأسبوع الماضي حدثاً صحياً مهماً احتضنته مدينة الرياض، حيث عقد المؤتمر السعودي للسُمنة في نسخته السادسة.
من أبرز ما تم التأكيد عليه: هو أن الأوساط الطبية العالمية قد اتفقت على توصيف واحد للسُمنة، وهي أنها باتت تصنّف مرضاً كغيرها من الأمراض، وأنه ينبغي التعامل مع السُمنة بوصفها مرضاً.
هذا التعريف يترتب عليه أمور عديدة: من أبرزها ظهور عيادات إسمها عيادات السُمنة، وصار هناك أطباء يعرفون أنفسهم بأنهم أطباء متخصصون في السُمنة بالإضافة إلى تخصصهم في الغدد الصماء والسكري.
تعرّف السُمنة بأنها تراكم مفرط، أو غير طبيعي للدهون في الجسم يلحق الضرر بصحة الفرد.
كما أن السُمنة في أبسط تعريفاتها، هي عبارة عن اختلال في توازن الطاقة بين السُعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسُعرات الحرارية التي يحرقها.
وكان الاتحاد العالمي للسُمنة، قد حدد يوم الحادي عشر من أكتوبر يوماً عالمياً لمكافحة السُمنة، غير إن الاتحاد نفسه قد غير في عام 2020 هذا الموعد إلى الرابع من مارس، بهدف تسليط الضوء الكافي على مرض السُمنة بما يتناسب مع المخاطر الصحية المترتبة عليه.
يهدف اليوم العالمي لمكافحة السُمنة إلى تعزيز الحلول العملية لإنهاء أزمة السُمنة العالمية ودفع الجهود العالمية للحدّ من هذا المرض والوقاية منه وعلاجه.
ويقول مختصون إن مرض السُمنة بوابة كبيرة لكثير من الأمراض المصاحبة له والمترتبة عليه.
وما دمنا نتحدث عن السُمنة بوصفها مرضاً، ألا تلاحظون أنه في الأعوام الأخيرة تكاثرت لدينا بشكل مريع محلات الحلويات؟ فلا تكاد تمر بشارع إلا ترى أن محلات الحلويآت صارت أكثر من التموينات ومن غيرها من الخدمات.
إن تكاثر محلات الحلويات ينذر بخطر عظيم، فتكاثرها جاء على حساب مطاعم الأكل الصحي المتوازن.
كما أن الحلويات والشيكولاته، صارت هاجساً لنا في مجالسنا وحفلاتنا واجتماعاتنا، حتى بتنا ننتقد أي لقاء يجمعنا لا تُقدم فيه الحلويات والشيكولاته بشكل ينذر بخطر صحي يهدد الأجيال القادمة.
إن جهود التعريف بالأنماط الغذائية الصحية الصحيحة، والتشجيع على ممارسة الرياضة بشكلٍ دائم، وتصنيف السُمنة بوصفها أكثر الأمراض انتشاراً، كلها جهود تذهب أدراج الرياح بسبب عادات غذائية غير صحية، تؤدي إلى زيادة الوزن ممّا يرهق الجسم.
كما أن مجهودات التوعية والتثقيف الهادفة إلى المحافظة على صحة المجتمع، ومكافحة السُمنة تضيع وتضمحل ولا يكون لها تأثيرفي ظل هجمة محلات الحلويات وطغيانها في كل مكان.
فهل ننتظر قرارات تحدّ من تكاثر محلات وأكشاك الحلويات والشيكولاته؟
وهل ننتظر من يقود المجتمع نحو تغيير أنماط الضيافة في الاجتماعات الرسمية وحفلات الزواج وفي المؤتمرات عبر قدوات صادقة تقود المجتمع نحو تغيير أنماط الضيافة من الحلويات، إلى خيارات أكثر صحة مثل التمور الطبيعية غير المصنعة، وإلى المكسرات، وأنواع لا يدخل في صنعها السكر بكل أنواعه.
إن المحافظة على وزن صحي، يمكنه تقليل خطر الإصابة بسُمنة تقود إلى علل وأمراض لا نهاية لها.
يتجاوز خطر السمنة ما يتعلق بالمظهر الخارجي للشخص، إلى أمراض مزمنة كالسكري، والضغط، وارتفاع كوليسترول الدم، وآلام الظهر، والمفاصل، وأمراض القلب، والكبد، والكلى، وضيق التنفس، وصعوبة النوم، إلى جانب مشكلات نفسية.