منذ افتتاح الإذاعة، والطفل السعودي يشارك في إعداد وتقديم برنامجه الخاص، ويشدو هو وزميلته بأناشيد تعبر عن حبهم لوطنهم. وفي مناسبات العيدين: رمضان والأضحى، تُعد لهم برامج توعية، ومن أبرز معدّيها عباس غزاوي بإذاعة جدة. ثم بدأ التلفزيون يعرض برامج الأطفال، وكان البرنامج الذي يعده تلفزيون المدينة المنورة يُعرض في بعض البلدان العربية الشقيقة كـتونس مثلاً.
وقدمت المرأة برامج تلفزيون الرياض مثل سناء يونس، والآن، أين برامج الأطفال؟ هذا سؤال موجه للتلفزيون، أما الإذاعة فلا يسمعها أحد إلا في خارج المملكة، وبعض الجهات المهتمة. فقد طغى التلفزيون على الراديو، وقضى الجوال على التلفزيون، بل وعلى الكتاب والمراسلات الشخصية ذات الطابع الحميمي بين الأهل والأصدقاء.
وبالنسبة للإعلام المكتوب للأطفال، صدرت مجلات مثل “الروضة” و”الجيل” و”ماجد”. تأثرت مجلات “الجيل” و”ماجد” بكرتون الأطفال الذي يُعرض في التلفزيون، ولا يزال يُعرض في بعض القنوات العربية بدون رقابة، ممّا يستوجب إيقاف توريدها من مصادر تبيح للطفل في عمر الزهور مشاهدة ما لا يليق. ولعل ما يسمى بالبورد، مراقب خاصة من الأهل، وقد قضى – إلى حد كبير – على حميمية العلاقة بين الطفل وأسرته.
أما مجال التعليم، فهو محافظ على القيم الإسلامية؛ فالقرآن يُدرس من السنوات الأولى الابتدائية، وهناك حلقات لتحفيظ القرآن في المساجد، وتُجرى مسابقات لحفظه.
ولكي نحمي الطفل من أذى الإعلام – إذا جاز التعبير -، يجب تضافر الأهل والإعلام والمدرسة لوضع أسس تربوية سليمة، واختيار برامج ترفيهية بريئة، والاشتراك في نوادي رياضية، حسب المستويات العمرية. فما يصلح للطفل ذي العشرة أعوام إلى أربعة عشر عامًا، لا يصلح لصاحب السبعة أعوام مثلاً، ويجب أن يكون الأخ الأكبر والأخت الكبرى قدوة للأصغر منهما.