لم يعد بمقدور المنافسين، الذين يواجهون الهلال النيل منه داخل الملعب، ولهذا كان الصراع مع هذا الفريق العتيد ينحصر بالتقليل من مكاسبه، حتى حكام المباريات الأجانب الذين يقودون نزلاته شككوا في نزاهتهم، ورغم ما يحدث في الجانب الإعلامي؛ بات الهلال يغرد وحيدًا في المقدمة، وهم بعيدون عن ملامحه.
صحيح يعطيهم فرصة في بعض أوقات المباريات للتسجيل، غير أنه يحسم الأمور بطريقته الخاصة، من خلال منظومته المتجانسة التي صنع فيها الفارق في جميع المواجهات، وحقق نتائج غير عادية، وبات مدربه وعناصره يعزفون أحلى العطاءات وسط الميدان، هكذا هي صورة الهلال في مشواره هذا العام والموسم الماضي، ولكي تجاريه فنيًا يحتاج المنافس قوة مضاعفة وإعدادًا متكاملًا؛ لأن الفارق واضح جليٌ خلال المقابلات.
لن أذهب بعيدًا؛ ففي اللقاء الأخير أمام الأهلي، برر محبوه تعثرهم أمام الهلال؛ بداعي القرارات التحكيمية، حتى الرئيس عزف على هذا الوتر، في وقت كان ينتظر عشاق القلعة علاج وضع فريقهم، ولن أتحدث عمَّا ذكره المدرب ماتياس؛ لأن حالته صعبة ويذكرني بمدرب النصر السابق كاسترو، وربما أن الأمر طبيعي أن يتمسك بقشة التحكيم؛ للهروب من الصورة المهزوزة التي يرسمها رغم تواجد نخبة من النجوم اللافته في حوزته، بقيادة محرز، وكيسيه، والبقية. الأهلي والاتحاد والنصر يحتاجون لعمل فني كبير، وقد يكون النصر الأفضل بين هذا الثلاثي بعد تغيير الجهاز التدريبي وتكليف الإيطالي لقيادة دفة الفريق، الذي أحدث بعض التغييرات الملموسة وأزاح سلسلة التعثر، رغم أن المباراة الأخيرة التي خاضها أمام العروبة خرج بالكاد، وحُرم الضيوف ضربة جزاء ربما غيرت ملامح اللقاء، لكن الفريق يسير بشكل أفضل، مما كان عليه في السابق. أما الاتحاد فقد تغيرت فيه كل الملامح على صعيد العناصر والجهاز الفني والإداري، وما زال يئن تحت وطأة المستوى المتدني، وربما لن يكون بأفضل حال مما هو عليه في مشواره المقبل، وفي الشق الشرقي كنا نعتقد أن القادسية سيفاجئ الجميع بمستوى مغاير، غير أنه بدد الآمال المعقودة، واللافت أن الصحوة التي تجلت لبعض الفرق محصورة في دائرة المساحة الدافئة. عمومًا فترة التوقف كفيلة بمنح مدربي النصر والاتحاد، وإدارة الأهلي الفرصة لتجديد الصورة وكيفية ملاحقة الهلال، والحديث موصول لكل المنافسين الذين يبحثون عن القمة والهروب من القاع؛ فيتعين التجهيز بشكل أفضل، ومن الوسائل المهمة في الإعداد البدني المتكامل يفترض أن يتجسد أهمية التطوير البدني، وتعزيز القدرات العامة، التي تؤثر في عطاء اللاعب، وتعمل على تقويته، وتحسين كفاءة توظيفه داخل الميدان، وتطوير التوافق الحركي؛ بهدف رفع مستوى اللاعب، وهنا تكمن أهمية القدرات التدريبية في تجسيد ذلك.