البلاد – جدة
تشهد المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز- حفظهما الله- إنجازات متصلة غير مسبوقة، وفي القلب منها الإنسان السعودي، وذلك منذ انطلاق رؤية 2030، وبصماتها على أرض الواقع من مشروعات كبرى ومدن ذكية؛ أصبحت بمعالمها واقعًا حيًا توفر أرقى معايير جودة الحياة، وتشكل لآلئ مضيئة في العقد الفريد للتنمية الحديثة والاقتصاد المستدام.
ففي مسيرة الخير والتقدم الممتدة لعشرة أعوام منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكًا للمملكة، تتسارع مراحل الإنجاز وشواهده في نيوم، والبحر الأحمر، والقدية، وغيرها من المدن والمشاريع الحديثة.. وإستراتيجيات واعدة متكاملة لتطوير العلا، وعسير والسودة، وتباعًا في كافة مناطق الوطن على امتداد مساحته الشاسعة، التي تشهد انطلاقات كبرى متزامنة للنهضة السعودية الحديثة؛ حيث أصبحت مشاريع الرؤية وأهدافها محل اهتمام العالم، وأنظار الاستثمارات المحلية والعالمية.
بتنافسية عالية، تعيد المملكة بقيادتها الرشيدة تموضعها ومكانتها المتميزة على خارطة التنمية والسياحة العالمية، وتقدم من خلال رؤيتها الطموحة نموذجًا يحتذى به في الأهداف والإرادة وإنجاز يسابق الزمن ويطوي تحدياته؛ ليثمر تباعًا في الحاضر، ويتوج أهداف المستقبل بحصاد الرؤية الطموحة برعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين، ويقودها ولي العهد بكل الهمة والعزيمة والمتابعة الدقيقة.
نيوم جوهرة الطموح للمدن الذكية
يتواصل الإنجاز في مشروع نيوم، حسب مراحل وخطط العمل في مواقع واسعة، وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة نيوم، المهندس نظمي النصر، يتسارع التنفيذ لبناء مدينة مستقبلية تستضيف أول سكانها في عام 2024. ومؤخرًا تم كشف النقاب عن أولى الشركات التابعة العديدة لشركة نيوم، والمخصصة للتكنولوجيا، لإنجاز مشروع الذكاء الاصطناعي والحلول المعرفية. ووفق الرئيس التنفيذي ستبنى جميع الأعمال، ضمن نيوم، بشكل متسق ومتصل من خلال إطار رقمي يشمل الذكاء الصناعي والروبوتات، ما سيشكل بدوره أساسًا متينًا لبناء اقتصاد المعرفة لاحتضان الكفاءات، والعقول العلمية، والمهارات من مختلف المجالات لخدمة البشرية، ويسهم في تحقيق إضافة نوعية للناتج المحلي الإجمالي تقدر بنحو 180 مليار ريال سنويًا، وخلق 380 ألف فرصة عمل.
كما تعد نيوم أولَ منطقة في العالم تتغذى على الطاقة المتجددة فقط، لتشكل أفضل مكان في العالم للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بما يحقق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، كذلك موعد إنتاجِ الهيدروجين الأخضر في نيوم بحلول العام 2025.
وبالنسبة للمياه، قامت شركة” نيوم” بتعيين شركات لتقديم المشورة الفنية والمالية لمشروع محطة تحلية نيوم العملاقة؛ لإمداد المنطقة بأكملها بالمياه، تصل في مرحلتها الثالثة إلى سعة إنتاجية تبلغ مليون متر مكعب يوميًا؛ وفق أنظمة حماية البيئة.
وفي سياق الإنجاز، شهد مشروع نيوم اتفاقيات وعقود كبرى؛ منها المشروع المشترك بين شركة نيوم التقنية الرقمية القابضة، وشركة ” ون ويب” لتوفير شبكة اتصال فائقة السرعة عبر الأقمار الصناعية إلى” نيوم” والمملكة، إضافة إلى دول منطقة الشرق الأوسط ودول شرق إفريقيا المجاورة.
البحر الأحمر وجهة السياحة الفاخرة
وسط أجمل كنوز الطبيعة، يطل مشروع البحر الأحمر؛ الوجهة السياحية الفاخرة، ليستحدث معايير جديدة ومفهومًا متطورًا للسياحة المتجددة والتنمية المستدامة، ويتيح تجارب سياحية فريدة، حيث يكتشف الزوار كنوز البحر الأحمر، والتعرف عن قرب على التراث الثقافي والحضاري الغني لهذه المنطقة المتميزة. ويأتي هذا المشروع الفريد، الذى أطلقه سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، ضمن منظومة المشاريع الضخمة، التي تشكل أهدافًا رئيسة لرؤية 2030، في وضع المملكة ضمن قائمة الدول الأفضل على خارطة السياحة العالمية، وإيجاد فرص اقتصادية وثقافية واجتماعية جديدة.
يمتد مشروع البحر الأحمر على مساحة 28 ألف كلم2 من الأراضي والبحيرات البكر، ويضم أرخبيلاً يحتوي على أكثر من 90 جزيرة. وأخاديد جبلية، ومعالم ثقافية وتراثية تاريخية، كما سيضم فنادق ووحدات سكنية، ومرافق، ومشاريع ترفيهية، وتعدّ الاستدامة ركيزة أساسية للمشروع، مع بنية تحتية داعمة تركز على الطاقة المتجددة.
ويتميز مشروع البحر الأحمر بموقعه الإستراتيجي في قلب العالم، الذي سيُمكن نحو 250 مليون شخص من الوصول إليه بسهولة، عن طريق مطار خاص بالوجهة في غضون ثلاث ساعات من الطيران أو أقل.
ومن المتوقع أن يصل مشروع البحر الأحمر عند اكتماله إلى قائمة أفضل 10 وجهات شاطئية فاخرة جاذبة لملايين السياح من جميع أنحاء العالم؛ للاستمتاع بالهواء النقي والطقس الرائع، فضلًا عن الشواطئ الجميلة والتجارب السياحية المتنوعة لكافة أذواق السائحين، وإلى جانب المشروع، تقع آثار مدائن صالح، التى تمتاز بجمالها العمرانى وأهميتها التاريخية الكبيرة، كما يشمل أيضًا محمية طبيعية لاستكشاف تنوع الحياة النباتية والحيوانية فى المنطقة.
القدية عالمية الترفيه والرياضة والفنون
ضمن إستراتيجية المملكة؛ لتكون من أفضل الوجهات السياحية الجاذبة في العالم، وإعادة توجيه مليارات الدولارات التي ينفقها السعوديون على السياحة الخارجية سنويًا، يأتي مشروع القدية؛ الذي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- حجر الأساس له في أبريل 2018، بحضور سمو ولي العهد وجمهور محلي وعالمي مميز، ليكون هذا المشروع الحضاري العملاق وجهة رائدة لأكثر التجارب ابتكارًا وإثارة وتنوعًا؛ ما يجعل من القدية عاصمة الترفيه والرياضة والفنون- ليس فقط للسعودية- بل للعالم أجمع.
ستساهم القدية في تحقيق العديد من أهداف رؤية 2030، التي تشمل تعزيز التنوع الاقتصادي وجودة الحياة، واستحداث فرص عمل جديدة، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال والشركات الناشئة، ودعم تمكين الشباب والمرأة، ومضاعفة الإنفاق العائلي على الترفيه. ويكتمل تدشين المشروع عبر ثلاث مراحل؛ ليكون الوجهة الأمثل والأنسب لكل شرائح المجتمع السعودي، والخيار الترفيهي الدولي المميز في المنطقة.
المرحلة الأولى بدأت منذ إطلاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فكرة المشروع في 2017، وتتضمن تنفيذ أكثر من 45 مشروعًا، وأكثر من 300 نشاط في قطاعات الإبداع والضيافة والترفيه والرياضة، إضافة إلى تصميم 12 معلمًا من المعالم الرئيسة لواجهة المشروع. أما المرحلة الثانية فهي تطوير المجمعات الرئيسة، وتوفير نحو 4 آلاف وحدة سكنية، في الفترة ما بين عامي 2023 و2025م، والثالثة: نمو واكتمال المشروع العملاق، وشغله بالكامل في الفترة من 2026 إلى 2035م، ومن المنتظر والمتوقع أن ينتهي بحلول عام 2030م.
ويستهدف مشروع القدية العديد من المبادئ الأساسية لرؤية 2030، وتتمثل في التالي: دفع تنويع الاقتصاد الوطني، ومضاعفة إنفاق العائلات على الترفيه والسياحة، وتوفير فرص وظيفية جديدة لشباب المملكة، وتعزيز ثقافة الشركات الناشئة، وتمكين المرأة والشباب، والمساهمة في تعزيز أنماط حياة أكثر صحة.
يتضمن المخطط العام لمشروع القدية، المكون من خمس مناطق تطويرية رئيسة وهي: منطقة منتجع الترفيه، ومنطقة مركز المدينة، ومنطقة الطبيعة، ومنطقة الحركة والتشويق، والجولف والمنطقة السكنية، لتصبح بذلك “عاصمة الترفيه والرياضة والفنون” وتتميز كل منطقة بعناصر مخصصة، لكنها تتكامل مع بعضها، كما ستنشئ منطقة “الرياضة والصحة” من أجل الطامحين إلى تطوير مهاراتهم وتعزيز لياقتهم البدنية من خلال المرافق والأنشطة الرياضية، وتتيح منطقة“ الحركة والتشويق” للزوار إطلاق العنان لإمكاناتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
العلا رحلة عبر الزمن
أكبر متحف مفتوح في العالم، يشرع كنوز تراثه وصفحات آلاف السنين من الحضارات القديمة، التي باتت رقمًا مميزًا في سجل اليونسكو للتراث العالمي. إنها العلا بجمال طبيعتها وتراثها الإنساني الشاهد على معالم التطور التاريخي، وقد نالت عجائب معالمها نصيبها الوافر من الرعاية والتطوير، ليعانق تاريخها العريق بهاء الحاضر التنموي في أنحاء المحافظة لتصبح وجهة سياحية عالمية فريدة، ومهرجانها المميز“ شتاء طنطورة” بجاذبيته وتنوع حفلاته وإبداعاته ورياضاته.
تضم منطقة العلا معالم تاريخية إنسانية غير مستكشفة يتجاوز عمرها آلاف السنين، وفيها كذلك مدينة“ الحِجر” النبطية القديمة، التي سُجلت بوصفها أول موقع تراث عالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية، ومملكتا لحيان ودادان الأثريتان اللتان ساهمت نصوصهما المكتشفة في تطوير اللغة العربية، إضافة إلى“ العلا القديمة” التي كانت تعد نقطة استراحة للحجاج منذ عام 1100 م.
منذ انطلاق الرؤية التصميمية لمخطط “رحلة عبر الزمن”، تشهد العلا أضخم مشروع لإحياء وتأهيل المنطقة الأثرية الرئيسة، وخلق بيئة ثقافية وطبيعية مميزة، حيث يعد المشروع محطة رئيسة ضمن برنامج تطوير العُلا، وتحويلها إلى وجهة عالمية رائدة للفنون والتراث والثقافة والطبيعة.