التفكير الناقد هو عملية تحليل وتقييم المعلومات والأفكار بطريقة منطقية ومنهجية؛ للوصول إلى استنتاجات موضوعية ومدروسة. يتطلب التفكير الناقد فحص الأدلة والحجج، واستخدام العقلانية، والتساؤل عن الافتراضات والتفسيرات، والابتعاد عن التحيزات الشخصية. الهدف منه هو تعزيز الفهم العميق واتخاذ قرارات مدروسة ومستنيرة.
منذ عودة لاعبي المنتخب بعد مباراتي أندونيسيا والصين، لم يبق شخص يظهر في الإعلام، سواء من النقاد (الحصريين) أو (الرُحّل) بين البرامج، وحتى (فلتات) الزمان في البودكاست إلا وتحدث عن سالم الدوسري، ولماذا لا يظهر بنفس مستواه مع الهلال في المنتخب السعودي، ولكن لا أحد منهم تحدث عن الأسباب والاحتمالات، إن كان الأمر( أنه لا يؤدي مع المنتخب مثل الهلال) حقيقة مطلقة، وذلك لسبب بسيط ومهم، وهو غياب التفكير الناقد.
من الأمور المؤسفة جدًا؛ انعدام التفكير الناقد لدى أغلبية من يسمون بالنقاد الرياضيين، فهم لم يتحدثوا عن العوامل المنطقية والفنية لهذا الأمر، ولكن لماذا لم يتحدثوا.. هل لأنهم لا يعلمون ماهي العوامل؟ مستحيل.. فحتى (الكوميدي) منهم، إن أراد البحث سيعرف أن الاختلاف في أسلوب اللعب في النادي، عن المنتخب الوطني؛ لاختلاف المدرب ومدرسته التكتيكية، التي قد لا تتناسب مع طريقة لعب اللاعب في ناديه أو إخراج أقصى قدراته؛ حيث تعتمد بعض الأندية نظامًا تكتيكيًا معينًا يُبرز اللاعب ويخرج أفضل ما لديه بشكل أكبر، بينما قد يكون نظام المنتخب أقل تكتيكيًا، أو يعتمد على نمط مختلف تمامًا.
إضافة الى ذلك أن المسؤوليات التي يحملها اللاعب في ناديه تختلف عن المنتخب؛ حيث يكون للاعب دور تكتيكي، أو مسؤوليات مختلفة في المنتخب مقارنة بناديه، وهذا التغيير قد يؤثر على قدرته في التألق بنفس الكفاءة، كما أن الجودة والانسجام بين اللاعبين في النادي ذات مستوى أعلى لتدرب اللاعبين مع بعضهم البعض لفترات أطول، على عكس قصر وقت التحضير في المنتخب. هذه العوامل وغيرها من العوامل الأخرى، التي من السهل طرحها للنقاش ليكون أكثر إيجابية، ولكنهم لا يريدون ذلك لسبب بسيط، وهو أنهم يريدون المشاهدات والإثارة، وأطروحاتهم يحركها التعصب، وليس النقد البناء.