الحياة الزوجية السعيدة، تبنى على التسامح، وحسن المعاشرة، وغضّ النظر عمّا قد يشوب مسارها الحياتي من هفوات بين الزوجين، سعياً لبناء أسرة سعيدة متماسكة، قوامها “المودة والرحمة”، ومن توطيد دعائم عرى هذه النعمة، التي خص الله بها خلقه واستدامتها، عدم تصعيد ما يتخللها من مواقف لا يستغرب حدوثها بين الزوجين، وأن يقابل كل منهما الآخر بالصبر والتسامح ولين الجانب، بعيداً عن الغضب والخروج عن المألوف في أمور عادية الحدوث بينهما ، والزوج ليس كاملاً في تعامله، وكذا الزوجة، فالقصور لا يخلو منه أي بيت والكمال لله، والصبر والاحتساب هما السبيل لجودة حياة زوجية سعيدة مستدامة بين الزوجين.
قال رسول الله صلى الله عليه سلم في الحديث المشهور ((لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلق رضي منها خلق آخر)) وكذا الزوجة، إن واجهت من زوجها بعض السلبيات، فلعل له جوانب أخرى حسنة تغطي ذلك.
وممّا يُناسب، والحديث عن المثالية في الحياة الزوجية، حكاية ((قصة .. وقصيدة)) استمعت إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتبادلة ومضمونها ((أن الشاعرة وسمية العازمي ذائعة الصيت والسمعة في الساحة الشعبية -رحمها الله-، ألمّت بها حالة صحية نقلت على إثرها للمستشفى، وبعد خروجها، أقام زوجها وليمة تقديراً لها، واحتفاءً بخروجها، ولعلمها بأن الحالة المرضية التي تعاني منها، ستظل من جرائها تحت رحمة الله، فقد وجهت لزوجها القصيدة التالية وفاءً ومودة ووداعاً :
ترى الذبائح وأهلها ما تسليني
أنا أدري أن المرض لا يمكن علاجه
أدري تبي راحتي لا يا بعد عيني
حرام ما قصّرت يديك في حاجة
أخذ وصاتي وأمانه لا تبكيني
لو كان لك خاطر ما ودي إزعاجه
أبيك في إيديك تشهدني وتسقيني
أمانتك لا يجي جسمي بثلاجه
لف الكفن في إيديك وضف رجليني
ما غيرك أحد كشف حسنه وأعراجه
أباك بالخير تذكرني وتطريني
ويجيرني خالقي من نار وهاجه
سامح على اللي ما بينك وبيني
أيام تمشي عدل وأيام منهاجه
خاتمة:
قصيدة هادفة المعنى، والمدلول، في وداع زوجة لعشيرها، ورفيق حياتها، وقد عاجلها الأجل قبله، تحمل في ثناياها جميل الوفاء، وصادق المودة، وألم الفُرقة، ختمتها بطلب السماح على ما تخلل ماضي حياتهما من مواقف قد لا تخلو منها حياة الزوجين، وما أظنه إلا قد بادلها نفس الشعور: تسامحاً وحفظاً للود والعشرة الطويلة، ذلك الرابط الوثيق بين الزوجين خلال مراحل حياتهما الزوجية. وبالله التوفيق.