بعد تحول أندية الهلال والاتحاد والأهلي والنصر لشركات تابعة لصندوق الاستثمارات، أصبح الدعم يسير جنبًا إلى جنب، لكن الهلال بقي شامخًا، وبعافية أكبر، في حين نضب الثلاثي.
وأصبحت هذه الفرق تسير في أرض هشة تسعفها الخطى مرة وتسقطها مرات، بل إن النجوم الكبيرة التي جُلبت لهم لم تحقق الأهداف المنشودة داخليًا وخارجيًا؛ رغم جودتها فنيًا، وبات الثلاثي يقف خلف الهلال بمسافات شاسعة، والأكيد أن التنظيم الداخلي، وتحديدًا الصيغة التي يدار بها النادي من أسباب التباين الذي نلمسه، ومهما رُمي على الهلال من اتهامات لتشويه نجاحه، إلا أن الفوارق واضحة، قبل الاستحواذ وبعده. هذا الكيان يحقق النجاحات، وكأن شيئًا لم يختلف، في إشارة إلى أن صيغة العمل تسير وفق تنظيم بعيد عن العشوائية، وما يحدث يجسد أن الملايين لا تجلب البطولات والمكاسب، والأكيد أن حُسن التصرف وإدارة الأمور بمعيار واعٍ يضيف جوانب إيجابية، وفي تصوري أن الأندية الأربعة، أو الشركات لم تمر عليها طفرة مادية، كما تعيش الآن؛ بل إنها تتفوق عالميًا على صعيد الدخل بعد أن أزيحت عن دائرة الإفلاس؛ فالديون مُسددة والدعم قائم، واللافت أن هناك أندية سرحت عناصر أجنبية بمبالغ طائلة، والبعض الآخر ينتقل لفريق آخر، وغابت نغمة الشكاوى التي وصلت للفيفا ذات مرة في أوقات سابقة، وكاد أكثر من فريق أن يهوي للدرجة الأولى، غير أن الدعم الحكومي أنقذ الموقف، وتحديدًا في موسم 2018م بعد تصفير الديون عن جُل الأندية، وكان الاتحاد والنصر يتصدران المشهد بعدها دخل الأهلي الدائرة غير أن الأيادي البيضاء، التي مسحت على الجميع أبعدتهم عن دائرة الخطر، ويبقى السؤال.. متى نرى فرق النصر والاتحاد والأهلي تسير في مصاف الهلال على صعيد القوة والعطاء إداريًا وفنيًا، وبعيدًا عن الاتهامات الزائفة، يتعين أن يفوق الثلاثي ويقتدوا بالهلال، الذي جسد النجاح في كل الظروف، ومادام الحديث عن التميز المالي، فيفترض الاستعانة بخبراء بهذا المجال، ويمنحون الفرصة، خاصة وأن الأمور لا تقلق داخل مضجع الأندية خلال السنوات المقبلة قبل بيعها للملاك. أعيد الحديث: يفترض أن تستغل الأندية فترة الرغد الحالي، وتبني لها قاعدة عريضة، تنطلق من عند بوابتها لساحة النجاحات. وبعيدًا عما يدور داخل دهاليز الأندية، أو الشركات، يستحق لاعب الهلال المدافع البرازيلي لودي الإشادة والتقدير؛ عطفًا على ما رسمه من صورة جميلة في خانة الظهير الأيسر خلال المباريات الأخيرة، وما قدمه يجبرنا للتوقف، وعدم الاستعجال في الحكم على مستوى اللاعب، عندما يحضر للوهلة الأولى، فهناك من يحتاج للوقت ليكشف كل تفاصيل ما لديه، ويقيني أن المدافع الجديد متعب الحربي القادم من الشباب سيجد صعوبة في زحزحة الفتى البرازيلي، وقد يطول به البقاء بالدكة، باستثناء المشاركات التي يحدثها المدرب خيسوس في خارطة المجموعة، أما الشهراني ياسر فقد يجد الفرصة في الشق الأيمن، بعد أن قبض الثنائي متعب ولودي على هذه الخانة.