عندما نقرأ في صفحة وزارة الداخلية، أن أكثر من خُمس الحالات التي أسعفها الهلال الأحمر، تقع تحت
بند حوادث المرور، وأن نسبة الإصابات 6 إصابات لكل 8 حوادث في المملكة، بينما النسبة العالمية إصابة
لكل 8 حوادث، يتوجب علينا ان ندرك ان لدينا مشكلة كبيرة، تسبِّب لنا خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وذكر التقرير أن خسارتنا الاقتصادية من الحوادث المرورية، تقدر بحوالي 21 مليار ريال سنوياً، كما أشار إلى أن فاقد الناتج الوطني بسبب حوادث المرور في السعودية 4.7% ،بينما لم يتجاوز نسبة 1.7% في كل من أستراليا وإنجلترا وأمريكا.
إن رؤية ٢٠٣٠، ترسم لنا مستقبلاً باهراً ولا بد من الحد من مثل هذه الخسائر في الناتج الوطني حتى نصل الى النتائج المأمولة بأسرع وقت.
بالأمس تلقيت رسالة من صديق بأن ابنه يرقد في العناية المركزة بسب حادث مروري، و اليوم وأنا أنتظر في الإشارة في شارع رئيسيي، إذا بسيارة مسرعة تتجاوزني، و تتجاوز الإشارة الحمراء، وتصطدم بالسيارات في الشارع المقابل.
كثيراً ما نرى بعض السائقين، وهو يتجاوز السيارات بتهور دون أي اعتبار لمن في الطريق, وأحيانا أتساءل ماذا يدفعه لارتكاب كل المحظورات المرورية، وتعَّريض الآخرين إلى خسائر مادية، و أحياناً إلى خسائر في الأرواح. هل أمن على نفسه من الأذى؟ أم أمن العقاب؟ أم أنه يعتقد أنه لن يدفع أي مبلغ من المال إذا ارتكب حادثاً، وأن التامين سيقوم بتعويض الطرف الآخر؟
رجال المرور، والمرور السري خاصة، يقومون بجهود جبارة، لإيقاف مثل هؤلاء المتهورين، ولكنهم بحاجة الى مساعدة، فهم مثل كاميرات ساهر يقوم المسرع بتهدئة السيارة عندها، و ما إن يتجاوزها، حتّى يطلق العنان للسيارة، مستخدماً الأنوار العالية لكي تخلي بقية السيارات الطريق له.
إن المرور يقوم بشكل دوري بتنبيه السائقين إلى أنواع المخالفات، وكذلك الغرامات المترتبة عليها, ولكن أعتقد أننا في حاجة إلى إضافة بعض الإجراءات الجديدة, مثل عمل نظام نقاط للسائقين، بحيث تزيد قيمة المخالفة إذا تكرَّرت، وإذا تجاوز عدد النقاط المخصومة عدداً معيناً، يتم سحب الرخصة، بل وسحب السيارة أيضاً، إذا كانت المخالفات تعرِّض حياة الآخرين للخطر.
كما أن على الأهالي، توعية أبناءهم قبل أن يشتروا لهم السيارات، بأن القيادة مسؤولية، وأنه لا مجال للاستهتار بحياتهم، ولا بممتلكات الناس وأرواحهم. كما أن خطب المساجد يجب أن تتكلم عن ذلك . فتعَّريض الإنسان حياته، و حياة الآخرين للخطر، إثم كبير، كما أنه يعدّ من كفران النعم: فإذا كان الله تعالى أنعم على أحد بالمال لشراء سيارة، فمن الواجب عليه أن يشكر الله على نعمته بالمحافظة عليها.
لقد أنعم الله علينا في هذا الوطن بالكثير من النعم، ومن الواجب علينا أن نحافظ عليها، وأن نعمل مع الجهات المسؤولة، للحفاظ على مكتسبات الوطن.