تواصل المملكة حضورها القوي ونشاطها السياسي المكثف على الصعيد الدولي، مؤكدة موقفها الثابت وجهودها المؤثرة تجاه التطورات الراهنة، وحرصها على تعزيز العمل المشترك لمواجهة التحديات، والسعي لتحقيق الأمن والسلم على كافة الأصعدة؛ حيث أكدت المملكة في كلمتها، التي ألقاها سمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، بالجمعية العامة للأمم المتحدة، على بذل كل جهد ممكن في سبيل ترجمة ميثاق الأمم المتحدة إلى واقع ملموس؛ لحفظ الأمن والسلم الدوليين، وأهمية تفعيل دور المؤسسات المالية الدولية، لضمان استمرار التعافي الاقتصادي والحد من المخاطر.
لقد وضعت المملكة النقاط فوق الحروف بشأن ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه المخاطر، التي يشهدها عالمنا اليوم، بتأكيد سمو وزير الخارجية على أن الأزمات المتفاقمة؛ إنما هي بسبب تراخي الجهود الدولية الفاعلة، والانتقائية في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والاكتفاء بإدارة تلك الأزمات دون إيجاد حلول عملية لمعالجتها، وقد أسفر ذلك عن توسع دائرة العنف والصراعات، وتهديد مبادئ الشرعية الدولية والمثال الصارخ في ذلك، الجرائم الإسرائيلية الشنيعة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، ما يحتم العمل المشترك والجاد على الحلول السلمية طويلة الأمد للأزمات الراهنة، وتوفر الأمن والنماء إقليميًا ودوليًا.