في يوم الأربعاء الماضي الموافق 18 سبتمبر2024م قرر مجلس الاحتياطي الامريكي خفض أسعار الفائدة بنسبة 50% نصف نقطة ، في خطوة هي الأولى منذ أربع سنوات، ووصف رئيس البنك المركزي هذا القرار بأنه جاء في وقت حرج لمكافحة التضخُّم وبعد توقعات بشأن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة،وفي الواقع أن هناك علاقة طردية بين الدولار وأسعار الفائدة فعند رفع سعر الفائدة، يرتفع سعر الدولار بسبب لجوء كثير من المستثمرين لإيداع أموالهم لدى البنوك للإستفادة من نسبة إرتفاع الفائدة، والعكس صحيح، فعند خفض سعر الفائدة، ينخفض الدولار، ويحاول المستثمرون اللجوء إلى بدائل إستثمارية جديدة، مثل شراء الذهب أو الإستثمار في أسواق المال ، وذلك بعد قرار الفدرالي بخفض أسعار الفائدة ، ستترتفع الأسواق المالية ، وخاصة الشركات والمؤسسات ذات الديون المرتفعة، وستشهد تحسناً في أرباحها في أدائها مع خفض أسعار الفائدة، فتأثير خفض الفائدة يشمل جميع قطاعات الأسواق المالية ، بمافيها قطاع المصارف والخدمات المالية،خاصة تلك المصارف التي تقدم قروضاً عقارية بنسب فوائد ثابتة، حيث أن انخفاض تكلفة التمويل، سيزيد من هامش صافي الفائدة للبنوك، وكذلك شركات التمويل.كما أن صناديق الإستثمار العقاري التي تأثرت بارتفاع أسعار الفائدة، قد تشهد تحسناً في ادائها مع خفض الفائدة ، نظراً لاعتمادها الكبير على التمويل .
ومن أبرز الرابحين من خفض الفائدة هم:
1-المقترضون من أفراد ومؤسسات وشركات، وحكومات، لأن الفائدة على هذة القروض ستتراجع، وبالتالي انخفاض قيمة القسط الشهري
2-أسواق الأسهم العالمية، والتي قد تكون هدفاً للمستثمرين، والذين سيحولون أموالهم إلى استثمارات شركات تحقق لهم أرباحاً
3-الذهب ، يلجأ الكثير من المستثمرين إلى شراء الذهب لأن هناك علاقة عكسية بين الذهب وأسعار الفائدة
4- قطاع الصادرات، وذلك لأن الصادرات تصبح تنافسية عالية مع أسواق الصادارت الأخرى في العالم بسبب هبوط قيمة العملة، فخفض الفائدة يخفض من قيمة العملة وهي الدولار، وبالتالي تكون أقل تكلفة على المستوردين
ومن أبرز الخاسرين من خفض الفائدة هم :
1-البنوك العالمية تتصدر قائمة أبرز الخاسرين بسبب خفض الفائدة، لأن المودعين سيلحأون إلى سحب أموالهم أوجزء منها واستثمارها بعيداً عن القطاع المصرفي
2-أصحاب الوادائع ، وخاصة الذين لايملكون روح المخاطرة ، ولم يجدوا مأوى لأموالهم ، ممّا يدفعهم إلى إبقاء الودائع داخل البنوك
نخلص ممّا سبق أن منافع خفض الفائدة أكثر من ارتفاعها ، وان العالم بأسره أفراداً ومؤسسات وشركات تضرروا من رفع الفائدة، وكانوا منتظرين قرار الفدرالي الأخير بفارغ الصبر، وهاهو الحمد لله تحقَّق، وسنرى الكثير من المؤسسات والشركات تحقق أرباحاً جيّدة.