قصة لا يعلمها الكثيرون، وهي أنني قمت بمقابلة شخصية مع أحد أعضاء مجلس إدارة أحد الأندية الكبيرة جدًا في المملكة العربية السعودية، لتولي منصب الرئيس التنفيذي للنادي، ورغم اقتناعي بشكل كبير وواقعي بصعوبة حصولي على هذا المنصب لعدة عوامل لا تمت لقدراتي الإدارية بصلة؛ بسبب الواقع البعيد عن الاحترافية في إدارة الأندية الرياضية الذي كنا نعيشه، وما زال أمامنا الكثير لتجاوزه، وفي أحد حواراتي مع أحد الأصدقاء الأعزاء- الذي كان لاعبًا في ذلك النادي- عن أن الجماهير والإعلام لن يتقبل وجود أي شخص غير معروف الانتماء للنادي؛ مهما كانت قدراته الإدارية، وسيحاربونه في كل الأحوال، وهو ما تذكرته في خضم الهجوم الذي أشاهده على أ. رائد إسماعيل.
في عالم كرة القدم والرياضة بشكل عام، يترسخ في أذهان المشجعين ارتباط قوي بين الولاء للنادي، والعمل فيه؛ حيث يُفترض أن من يعمل في إدارة أو تدريب ناد رياضي يجب أن يكون من مشجعيه، إلا أن الواقع العملي يجعل إدارة أو تدريب نادٍ دون الانتماء التشجيعي له أمرًا طبيعيًا وشائعًا، ففي أي مجال من مجالات الحياة تُبنى القرارات المهنية بناءً على الكفاءة والخبرة، وليس على المشاعر الشخصية، وفي الرياضة تتجلى هذه الفكرة بوضوح عندما يتم تعيين مدير رياضي أو مدرب ليس لديه رابط عاطفي بالنادي الذي يقوده؛ حيث إن العوامل التي تؤثر في تعيينه غالبًا ما تشمل الخبرة في الإدارة الرياضية، أو الإدارة عمومًا، والقدرة على القيادة، واتخاذ قرارات إستراتيجية تعزز من نجاح النادي.
إدارة أي نادٍ رياضي تتطلب مهارات إدارية واقتصادية وتسويقية؛ تفوق كثيرًا أهمية الولاء العاطفي للنادي، وفي بعض الأحيان، قد يكون عدم الانتماء العاطفي للنادي ميزة للمدير الرياضي أو المدير التنفيذي، وهذا البعد يمكن أن يساعد الشخص على اتخاذ قرارات أكثر موضوعية وأقل تأثرًا بالعواطف، وفي نهاية المطاف فإن الاحترافية مفتاح النجاح في إدارة الأندية الرياضية، والانتماء قد يكون عاملًا مكملًا، لكن ما يهم بالفعل هو قدرة الشخص على إدارة النادي بكفاءة.
بُعد آخر
عند بداية كل يوم، يأتيك شعور معين للحالة الذهنية والنفسية، التي سيكون عليها يومك، ولكن هناك يوم تغمرك فيه مجموعة من المشاعر المختلطة. يوم تشعر فيه بالأمان، وتحس بالفخر، وتنتشي بالسعادة، وتتعاظم أحلامك لتبحث عن المستقبل، وتتحرى المزيد. هل تعلم ما هو هذا اليوم العظيم الذي يغمرك بهذه المشاعر؟ إنه يوم الوطن.
@MohammedAAmri