بالأمس القريب، كان التحكيم شماعة لكل فاشل، واليوم أصبح نجاح الهلال هو الشماعة، التي يحاول كل فاشل أن يخفي فشله الذريع خلفها، بدلًا من البحث عن الأسباب الحقيقية لفشله، وإيجاد حلول جذرية لمعالجة الأخطاء.
ولكننا نجد أنهم- بكل سذاجة- يرمون فشلهم وأخطاءهم على نجاحات الهلال، وأن الهلال الفريق الوحيد المدعوم، وكأن أنديتهم فارغة تمامًا من المحترفين، وعندما يتم مواجهتهم بالحقائق الدامغة، بما تمتلكه أنديتهم من نجوم وأسماء كبيرة لا يمتلكها الهلال، ومع ذلك الهلال يحقق الإنجاز تلو الآخر؛ لأن الهلال- بكل بساطة- سلط الضوء على الأسباب الحقيقية التي كان يعاني منها الفريق، وقام بكل هدوء باتخاذ الإجراءات المناسبة والصحيحة، ولم يتخذ من نجاح الأندية شماعة لكي يعلق عليها أخطاءه؛ لذلك نجح الهلاليون في تحقيق البطولات، والوصول إلى وصافة العالم، وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق البطولة؛ لولا الأخطاء التحكيمية الواضحة في المباراة النهائية، التي جمعته مع ريال مدريد الإسباني، ومع ذلك شاهدنا الهلال لم يتجه إلى شماعة التحكيم، ولم يتحدث أي هلالي عن تلك الأخطاء؛ إيمانًا منهم بأن الركون إلى الأعذار لا يسمن ولا يغني من جوع، وأن البطولات تأتي من رحم معالجة أسباب الأخطاء، وتصحيح مسار الفريق الذي بات أنصاره بالأمس على تحقيق بطولة، واليوم يصحون على تحقيق إنجاز جديد. فيما لا يزال الفاشلون يرددون نفس الأعذار. إخفاق الهلال- لا قدر الله- لن يكون طوق نجاة للمتسلقين، ولن يكون بوابة نجاح للفاشلين؛ لذلك لا تتوهموا كثيرًا بتعثر الهلال، الذي بدأ يعد العدة لمقارعة أبطال أوروبا والعالم، متسلحًا بطموح تحقيق اللقب في ظل رؤية المملكة 2030.
رغم شراسة الخصوم إلا أن الثقة في الهلال تجعل الجميع متفائلين، لا متوهمين، وما يزيد من تفاؤل المدرج الأزرق، أن الهلال ليس موقوفًا لفترتين عن التسجيل قبل انطلاق كأس العالم، بالإضافة إلى ذلك أن أندية أوروبا بدأت تعمل ألف حساب لمواجهة الزعيم، ولا ننسى استدعاء كافة نجوم ريال مدريد قبل لقاء الهلال في كأس العالم، حينما شعر مدرب الريال بقوة وخطر الهلال، واليوم نرى أن جميع الأندية المشاركة في كأس العالم بدأت في دعم فرقها بمحترفين، بينما لا يزال الهلال بحاجة إلى دعم خاص لتمثيل المملكة العربية السعودية خير تمثيل في كأس العالم للأندية، الذي تستضيفه الولايات المتحدة الأمريكية في صيف 2025. أين من كان يتحدث عن دعم كافة الأندية؛ من أجل تحقيق مبدأ عدالة المنافسة. الهلال سوف يواجه أكبر الأندية في العالم، ألا يحتاج دعمًا لتحقيق عدالة المنافسة، أم أن الحديث عن العدالة مجرد كلمة حق، يراد بها باطل، أو أنها من أجل النيل- فقط- من إنجازات زعيم القارة.