الرياض – هاني البشر
لاشك أن سباقات الهجن والشعر عالمان مختلفان، كل منها مستقبل عن الآخر بذاته في عالمه وشؤونه وأحواله ومتغيراته، وبرغم ذلك هما الإثنين ينتميان إلى جانب واحد في النهاية هو الجانب الثقافي للمنطقة وأهاليها.
وفي مهرجان ولي العهد للهجن الذي يقام حالياً في محافظة الطائف برز هذا الارتباط وثيقاً بين الاثنين؛ إذ جادت قرائح الشعراء في نظم أشعارهم في الهجن والمطايا المشاركة واحتفوا بها في قصائدهم كنوع من تخليد التفرد بين مطية وأخرى.
وكان لمهرجان ولي العهد للهجن دور كبير في إثراء الشعر، بيد أن الشعراء اختلفوا في نظم أشعارهم وكيفية تناولهم لعالم الهجن، ولكلٍ منظوره الخاص.
عن هذا الإثراء يقول الشاعر حسين الكوري: ” لاشك أن المهرجان فتح المجال للشعراء في تقديم ما لديهم من إنتاج حول هذا الموروث الثقافي، والشعراء كثيرون وفيهم الخير والبركة، والمهرجان ساعدهم لنثر إبداعاتهم، ولكن الشعراء مختلفون بين شاعر مالك لمطية، وآخر شاعر عادي، وبين الاثنين إختلاف كبير في طرحه”.
وعن جوانب الاختلافات تلك، أبان الكوري قائلاً: “الشاعر مالك الهجن تجد أن قصيدته يركز فيها بشكل كبير حول مطيته، فتجده يبدع في وصفها وذكر مزاياها ومحاسنها وإنجازاتها في السباقات وقوامها وسرعتها ويتفنن في ذلك، باختصار الشاعر المالك للطيه يصف مطيته في أشعاره، مثل المحب الذي ينظم الشعر في محبوبته، وهنا يظهر نوع إبداعي مختلف في عالم الشعر”.
ويذهب الكوري ليفرق بين الشاعر مالك الهجن عن غيره بقوله: “الشاعر العادي تجده في قصيدته يركز على الهجن بشكل عام، وعن المهرجان ومرافقه وأيامه والجهود التي بذلت في سبيل رفعته ونجاحه، وهذا لون آخر أراه أقل إبداعاً من سابقه ولكن لهم اتجاههم الذي يحترم، ولو كان أحدهم مالكاً لتغير لونه ومشربه الشعري من النوع الثاني إلى الأول”.
وزاد صاحب أول قصيدة تم إنشادها في مهرجان ولي العهد :” النوع الأول سواء كان مالكًا أو مضمرًا أو راكبًا أو من مجتمع أهل الهواية الحقيقية؛ أراه قدوة في شعره لبقية الشعراء؛ كونه ابن الرياضة وأحد أفراد مجتمعها”.
ويضيف: “لاشك أن مهرجان ولي العهد فتح أفاقاً كبيرة لكثيرين، ومنهم الشعراء في تنوع إنتاجهم وتعدد مشاربهم وألوانهم الشعرية، والحمد لله على وجود هذا المهرجان وتطوره من عام لآخر”.
ويختم الكوري: “أشكر كل فريق العمل في مهرجان ولي العهد للهجن، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الأمير فهد بن جلوي على ما يقومون به؛ لإنجاح سباقات الهجن، التي بدورها تنعكس على تحقيق نجاحات ثقافية متنوعة ومتعددة للمملكة”.