ضربة الختام في الميركاتو الصيفي انتقال لاعب فريق نادي الشباب متعب الحربي للصفوف الهلالية، وكان اللاعب قاب قوسين أو أدنى من المعقل النصراوي، وكل المؤشرات كانت توحي بأن متعب لاعب نصراوي، نام الجميع على نغمات هذا الخبر، ومع انبلاج خيوط الصباح، فإذا بالمعادلة قد تحولت، من البيت الأصفر للمعقل الأزرق.
لم يكن الانتقال عاديًا، وبات حديث الشارع الرياضي في كل فصوله، فضلاً عن تحطيم رجال الأزرق لأكبر الصفقات المحلية، التي سُجلت باسمهم وهو رقم اللاعب حسان تمبكتي، وبذات السيناريو غير أن رحيل متعب أتعب محبي النصر؛ لأنها مفاجِئة، وطبيعي أن ينسجوا لها الأحاديث والتبريرات المتباينة، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح، فقد بحث رجالات الشباب عن مصلحتهم، بعيدًا عن ميول هذا الرئيس هلالي أو نصراوي، فالصورة حسمها خبراء الزعيم كعادتهم في الرمق الأخير، وكما يقول المثل: لا تأمن الهلال حتى تنهي الأمور وتغلق الملفات، فهذا الكيان يلعب حتى آخر لحظة داخل الملعب وخارجه وبالطرق النظامية، صفقة متعب الحربي تُحسب للرئيس المتألق فهد بن نافل، في البداية ورغم تعثر المفاوضات وسط الطريق، غير أن عراب الهلال ومصدر تميزه، الأمير الوليد خلصها بطريقته الخاصة (بالجحفلة) كما يحبها عشاق البيت الأزرق، الفصل الحاسم من القصة طلب ابن نافل بأهمية جلب اللاعب فرد الوليد بـ(أبشر) عبارة لن ينساها محبو الهلال، وباتت عنوانًا عريضًا رغم قلة حروفها وبساطة نطقها، القصة بدأت بعد أن خلخلوا الهلال في الشق الأيمن برحيل المدافع سعود عبدالحميد في سيناريو غريب ومفاجئ، وردمت تلك الجهة بمدافع أجنبي، وكان الرد من الشق الآخر، وهكذا يتجلى الهلال بجماله في كل الأحوال، أحداث المدافع متعب الحربي تصدرت المشهد- كحال الهلال- الذي يقف على القمة متجاوزًا منافسيه ببون شاسع، والأكيد أن الفكر والتنظيم الذي يتجسد في المعقل الأزرق بقيادة الربان” أبو الجوهرة” وبقية الرجالات خلف هذا النجاح الكبير، ولا ريب أن تغيير مسار المدافع الشبابي أثر كثيرًا على إستراتيجية النصر في توزيع لاعبيه الأجانب، وباتوا محصورين في زاوية ضيقة خلال فترة لا مجال فيها للتفكير، فضلًا عن كونها ضربة موجعة للنصر ومفرحة للهلاليين؛ لأنها رتقت مكان المدافع سعود عبدالحميد، وعاد التوازن لقطار الزعيم الذي ينتظره مشاركات داخلية وخارجية تحتاج لعناصر مؤهلة في جميع المراكز، وتحديدًا في منافسات كأس العالم للأندية.