الوطن هو البقعة التي جُبل كل إنسان على حبها والانتماء لها، فهو الهوية والمأوى والأمان، والجلال والجمال، والحياة والنجاة والهناء والرجاء، والإحساس الخفي؛ الذي يغمرنا ويلازمنا ويحركنا، والحبل السري الذي يغذينا حبًا له. اليوم الوطني مناسبة مميزة تحمل قيم وروح الوحدة والوطنية، وتجمع بين الأجيال وتعزز الانتماء الوطني بين الأطفال. فلابد أن نغلغل هذا اليوم في أعماق أطفالنا وشبابنا- رجال الغد؛ فطلاب المدارس في مرحلة الروضة والابتدائي من المهم غرس قيم الحب والولاء والعشق فيهم لهذا الوطن العزيز، وهذا لا يعنى أنهم مفرغون من ذلك، ولكن الطفل أكثر تقبلًا وتفاعلًا، وأطفال اليوم هم رجال الغد. من هنا لابد أن نعمل على هذا الجانب، وبالذات طلاب هذه المرحلة المبكرة من العمر، التي تستعد لخوض غمار الحياة بعد سنوات قليلة؛ لتكون من الداخل مفعمة بحب الوطن.
اليوم الوطني عميق في أبعاده، فلابد من استغلاله بعدة أوجه؛ لكي يبقى خالدًا يحييه جيل بعد آخر.
لابد من إعداد برامج مسلية في المدارس، ولكنها عميقة في أهميتها، لتعزز مشاعر النشء. دورنا كبير، وأعتقد أن درسًا في الوطنية يضاهي كل المواد الأخرى. من الممكن تعريف تاريخ الوطن بأسلوب يناسب مستوي إدراك هذا الطفل، فإذا فهم أبعاد ومفاهيم هذا اليوم، صنعنا جيلًا قويًا، كأن تخبرهم عن اسم ملوك هذا البلد، والموحد للجزيرة العربية، وعن الإنجازات. بالإضافة إلى ذلك، حدثهم عن وطنهم، وأعيادهم الوطنية ويوم العلم، والتأسيس، أيضًا أخبرهم عن عاداتنا وتقاليدنا، وكيف اختلفت هذه، وتغيرت على مر الزمان.
يمكن للأهل والمعلمين أن يساهموا في تعزيز فهم الأطفال لهذه المناسبة بطرق مبتكرة؛ مثل تنظيم الأنشطة التعليمية حول تاريخ الوطن وقيمته، وكذلك تشجيعهم على المشاركة في الاحتفالات المدرسية والمجتمعية المخصصة لهذا اليوم؛ ليشعروا بالفخر والولاء تجاه وطنهم، وينمو لديهم الوعي بأهمية الوحدة الوطنية.
وقفة..
كل أم وأخت وبنت في هذا الوطن؛ كجبل طويق كلها همة.