بقدر ما نجح الهلال خلال العقود الماضية، وتحديدًا منذ أول دوري ممتاز حققه، وبات هذا الفريق رقمًا صعبًا، ويشكل معضلة لمنافسيه من خلال نيله للبطولات، علاوة على تدفق النجوم، فلم يجدوا بُدًّا للنيل منه إلا بنعته بالاتهامات؛ بدعم التحكيم ومرات باللجان. وتباينت الإسقاطات وتردد (كالرتويت)..
المهم التقليل من الهلال بأية طريقة، ومع تقادم الزمن واستمرارية تدفق البطولات والإنجازات، اقتَنَع المناوئون أن هذا الفريق يسير نحو القمة، وما يقال عنه مجرد هراء؛ كالسراب لا يؤثر على مسيرته. الحال ذاتها صنعها رئيس الهلال الحالي الأستاذ فهد بن نافل، الذي حطم كل الأرقام، وحقق خلال فترة وجيزة ما عجز عنه الرؤساء السابقون في الكيان الأزرق، وفي الأندية الأخرى، وأمام مد البطولات المحلية والخارجية والفارق الذي صنعه عن البقية لم يسلم من الإسقاط، بأن له حظوة خاصة، ويُعطى صلاحيات لم تمنح للآخرين، والمشكلة أن هلال ابن نافل قبل التحول هو الهلال الحالي، وهنا يتجلى الفارق في العمل، ونجاح هذا الرجل الذي أحدث إشكالية كبيرة لدى البقية، بل أحرجهم فتوالت الاستقالات، والتفوا عليه، لكن الجدار الأزرق متين، بدليل تجلي هلاله في وقت صعب، وتحديدًا مع اشتعال قضية اللاعب سعود عبدالحميد، وبقي بطلاً بثوبه الرفيع، واللافت أن كل الفرق تسجل لاعبين، والهلال يغادر منه أمهر النجوم، غير أن المنظومة المتكاملة لا تتأثر بتطاير الجزيئات، والملفت للنظر أن فريق النصر تحديدًا كان يلوح محبوه بالرد على الهلال، قبل موقعة السوبر، وهناك أصوات كانت تؤكد أن نصر اليوم سيلتهم الهلال، والفارق بين هذا الشعور والانتكاسة مجرد خمس وأربعين دقيقة؛ حيث تحولت المعادلة رأسًا على عقب، وتغير فحوى الحديث من البعض بعد الرباعية، شوط واحد حول كل الأحلام من ثقة مطلقة إلى الذهاب لحجج واهية (مختطف ومخترق) ومفرغ من لاعبيه ومنزوع الصلاحيات، والحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أن ابن نافل فاهم أهدافه، وفاوض لصلاحياته، وحافظ على مصالح النادي، وساعده على ذلك؛ كونه قبل حضوره للهلال قادم من شركة كبرى، يعرف ماذا تعني إدارة شركة ولوائحها وأنظمتها والحوكمة فيها، ودور مجالس الإدارة والتنفيذية، فوازن ولم يرمها على جهة معينة، والذين افتعلوا موضوعا لصلاحيات لم يكشفوا ماهيتها الممنوحة لرئيس الهلال عن غيره، وما ذكر حول ذلك فيه عمومية دون أدلة!! ياسادة.. العمل المنظم في الهلال هو من صنع هذا النجاح المتراكم، وليس عيبًا أن تقتدوا بالهلال، ويكون نموذجًا للعمل الناجح في الجانب الإداري بالأندية، فهلال ابن نافل كان متألقًا قبل استحواذ الصندوق، وبعد تحول الأندية لشركات، فتحية لابن نافل، وألف تحية للعمل المؤسساتي المنظم، ونتمنى أن نشاهد أكثر من هلال في منافساتنا الكروية.