جدة – عائشة الشهري
بعد سيطرة الهلال على بطولات الموسم وتحقيقه لأربع بطولات متتالية، وضح الفارق الكبير بينه وبين منافسيه؛ حيث لم يكتف بالبطولات؛ بل كسر كل الأرقام تهديفيًا ونقطيًا.
” البلاد” استطلعت آراء عدد من المنتمين للوسط الرياضي من لاعبين سابقين ومدربين وإعلاميين؛ لمعرفة الأسباب التي جعلت الهلال فارقًا عن منافسيه في كل شيء، فهل هي أسباب فنية أم إدارية أم هيبة أم عناصرية أم هي شخصية البطل التي رسمها تاريخه البطولي.
كميخ: بيئة الهلال السبب
البداية كانت مع المدرب الوطني علي كميخ؛ حيث قال: الهلال ناد كبير، ويمتلك أدوات النجاح من لاعبين ومدربين وإداريين عندهم الخبرة الكافية؛ أمثال الأحمد والمفرج وكريري، ومساعد المدرب الشلهوب، كذلك حلقة التواصل بينهم مع رئيس النادي ابن نافل ممتازه جدًا جدًا؛ لذا نجاحهم مضمون، بعد توفيق الله وكل بيئة عمل إذا تناغمت مع بعض ستحقق النجاح، فـ (ابن نافل والمفرج والأحمد وكريري) رباعي ناجح مع المدرب المتمكن “جيسوس”.
الشمراني: الهلال أسس على البطولات
أما الإعلامي الرياضي أحمد الشمراني فأرجع أسباب فوز الهلال إلى الهلال نفسه، فقال:
الهلال ناد أسس على البطولات، وعلى أسس كثيرة من ضمنها؛ الحفاظ على كل مكتسب يحققه، ولو نظرنا للهلال كقيمة رياضية فسنجد أنها قيمة متجاوزة تمامًا، لا أعتقد أن هناك ناديًا في المملكة العربية السعودية، ولا في العالم العربي- أستثني فقط النادي الأهلي المصري- الذي يمثل اليوم أيقونة الرياضة العربية، لكن على المستوى المحلي، وعلى مستوى الخليج العربي .
فالهلال الأكثر تميزًا، ولا شك أن وراء هذا التميز، أن الهلال ما يبحث على تمجيد شخص على حساب الكيان، فالكل يعمل من أجل الكيان، عند الهلاليين الكيان أولاً، ومن بعده تجيء الأسماء، يروح فلان ويجي فلان، لكن يظل المنجز ثابتًا، وهذه أيضاً من الأعمال المؤثرة. فالأعمال التي أسس لها رائد الرياضة في المملكة العربية السعودية الأمير عبدالله الفيصل عندما أسس النادي الأهلي، ودعم الهلال ودعم كثيرًا من الأندية، كان ينتهج الأندية أولاً، ثم الأشخاص ثانياً، لكن للأسف نلاحظ في أندية كثيرة اليوم تمجيد الأشخاص أولاً. أستثني فقط الهلال.
وأرى أن تحقيق الهلال للبطولات يعتبر شيئًا عاديًا جداً في ظل هذا الدعم من أعضاء الشرف، وفي ظل هذه الكوكبة من النجوم، وفي ظل هذه الشراكة بين الهلال وشركة النادي. في الوقت الذي نلاحظ فيه اختلافًا كبيرًا بين الشركات والأندية الأخرى، إلا عند الهلال فهناك توافق، وهذا سبب النجاح وسر التفوق. فالخلافات تؤثر على مسيرة أي كيان، لكن عندما يشعر الهلال أن هناك خلافًا يتم التدخل على الفور لحله. أتمنى أن يكون عندنا أكثر من هلال.
الجوكم: 3 أسباب لتفوق الهلال
من جانبه، أرجع مدير تحرير الشؤون الرياضة بصحيفة اليوم عيسى الجوكم: أرجع اسباب تفوق الهلال لثلاث عناصر رئيسة؛
العنصر الأول: الهلال ناد مؤسساتي، لا تتغير إستراتيجيته أو عمله بذهاب إدارة أو مجيء أخرى، أو بذهاب مدرب أو مجيء آخر، أو بوجود لاعب أو مغادرة لاعب.
فهو سبق الأندية في هذا العمل، وبالتالي نجد مثل هذا التفوق سواء في اختيار المدربين واللاعبين، أو في منظومة الجمهور أو منظومة الإعلام.
لو لاحظنا في القفزة الأخيرة للكرة السعودية، فيما يخص تعاقدات الأندية، سنجد أن معظم الأندية سارت في اتجاه واحد، وهو البحث عن الاسم، بينما الهلال سار في اتجاه آخر وهو البحث عن الأداء، ولذلك عندما تعاقد في الموسم الماضي مع الصربي سافيتش أو ميتروفيتش أو كولبيالي أو نيفيز، أو حتى البرازيلي مالكوم، ما كانت صفقات كأسماء بقيمة مثلاً بنزيما أو رونالدو أو بروزفيتش أو ماني أو رياض محرز أو فورمينيو، وبالتالي هذا الفرق حقيقة الذي يميز الهلال عن منافسيه، أما الفريق القادر على مواجهة الهلال فمن وجهة نظري الأهلي، لو تم دعمه بشكل صحيح من قبل لجنة الاستقطابات، أعتقد أنه سيكون الأقرب لمنافسة الهلال.
جستنية: المحاباة والتحكيم السبب
فيما قال الإعلامي الرياضي عدنان جستنية: إن أسباب تفوق الهلال، يرجع للدعم الذي تلقاه؛ حيث نجد الهلال والنصر حصلا على دعم عال، لو نظرت للاعبين والقيمة السوقية لهم لوجدت فارقًا كبيراً بينهم وبين اللاعبين المتواجدين مع ناديي الأهلي والاتحاد، خاصة الاتحاد.
ثانياً: الهلال يمتلك مدربًا عبقريًا يوظف اللاعبين أفضل توظيف.
ثالثاً: الاستقرار الإداري الموجود بالهلال أعطى له شخصية على الشركة الداعمة، بينما إدارات الأندية الأخرى؛ لفقدانها الاستقرار ولوجود تخبط لديها، لم تستطع فرض شخصيتها على الشركات الداعمة.
إضافة إلى أن الإدارة تمتلك فكرًا، والكيان هو الأهم، ومن يتولى رئاسة الهلال لايحصر خدماته على الفترة التي يقضيها مع النادي، بل يخطط للقادم، وكذلك عدم وجود عدالة في المنافسة؛ حيث يتلقى الهلال محاباة من خلال اللجان والمسئولين، ووضح ذلك من خلال تحدث بعض لاعبي الهلال السابقين.
وعن الفريق القادر على مجابهة الهلال، قال جستنية: لا نستطيع الإجابة على هذا السؤال إلا إذا تساوى الدعم،
نحن لا نقول لا يحقق الهلال بطولات، ولكن نريد أن نستمتع بكرة قدم تنافسية عادلة. في الموسم الماضي كان فارق النقاط كبيرًا جدًا. تحولت الأندية إلى الدفاع، وفريق واحد يهاجم، هذا أفقدنا متعة الاستمتاع بكرة القدم. كلنا شاهدنا سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- عندما قال للاعبي المنتخب، وهم يستعدون لخوض مبارياتهم في كأس العالم: أتمنى أن تستمتعوا باللعب.
لذا نرجو من المسؤولين في دورينا ألا يحرمونا من الاستمتاع بكرة القدم، ولكي تنافس بقية الأندية الهلال، تحتاج للمساواة، وعدم المحاباة، والتحكيم العادل، بنفس مستوى حكم نهائي كأس الملك وحكام بطولة أوربا، وأضاف: تجربة الهلال في بطولة آسيا درس وشاهد على ما نقول.
الزهراني: شخصية الهلال كلمة السر
أما الإعلامي الرياضي علي الزهراني فأرجع تفوق الهلال إلى كل ما تضمنه السؤال؛ حيث يمثل الجزء الأكبر من الإجابة، فالشخصية التي يتمتع بها الهلال، وحُسن الاختيار للعناصر سواء المحلية منها، أو الأجنبية مع العامل الأهم ألا وهو الثبات والاستقرار الإداري والفني والمالي، الذي ظل كما هو عليه منذ سنوات، دون أن يتأثر بالأزمات التي دائمًا ما تعتري مسيرة الأندية الأخرى، خاصة منافسيه الثلاثة الأهلي والنصر والاتحاد، والسمة التي جعلت من الهلال بطلاً دائمًا هي بيئته المحيطة وعمله المؤسسي وتركيبته الشرفية، فرغم التحول الذي شهدته كرة القدم السعودية في الآونة الأخيرة، التي على إثرها ابتعد الداعمون البارزون في الأندية الأخرى، إلا أن هذا الأمر استمر مع الهلال لدرجة أننا جميعًا لم نشهد أي تغيير طرأ على هذا النادي الكبير( فهلال ما قبل الدعم هو هلال ما بعد الدعم).
وهنا يكمن الفارق وهنا تتضح حقيقة لماذا( الهلال ثابت والبقية متحركون). كل عوامل وعناصر النجاح والتفوق بيد الهلاليين، ولعل الاستقرار أبرز تلك العوامل، والـ 70 بطولة رقم يؤكد تفرده وقوته.
أما عن الفريق القادر على الوقوف أمامه ومقارعته، ففي اعتقادي، ومع احترامي للنصر والاتحاد، إلاّ أنني لا أرى سوى الأهلي، فالأهلي متى ما توفرت له أدواته الصحيحة- كما كانت عليه عام 2016- عندما نجح في الفوز بثلاثية الموسم، ومن أمام الهلال، فإنه بذلك يستطيع أن ينازعه وينافسه ويساويه على قمة التتويج.
العبودي: مؤسسية الهلال.. السبب
أما نائب رئيس القسم الرياضي بصحيفة الجزيرة نبيل العبودي فقال: من الطبيعي أن يكون الهلال متفوقًا على أقرانه من الفرق الأخرى لعدة أسباب؛ أبرزها العمل التراكمي المنظم والمؤسساتي المتوارث، مع تتابع الإدارات واختلاف الرؤساء، إلا أننا نجده لا يتغير من حيث التنظيم الإداري والفني للفريق الكروي؛ فكلٌ يعمل في تخصصه دون ازدواجية أو تدخل في عمل الآخر، فالرئيس له مسؤولياته المناط بها، والإداريون في تخصصهم، والفنيون كذلك دون تداخل فيما بينهم، ولهذا نجده دائمًا النادي الأكثر تنظيمًا وترتيبًا وإدارة، في حين نجد أن الآخرين يعانون من عدم الاستقرار، فكل رئيس نجده يأتي بأشخاص آخرين، وبالتالي كل فترة رئاسية تجد عملها مختلفًا عن سابقتها، فتبدأ من جديد وبسياسة مختلفة عن سابقتها، وهذا ما لا نجده في الهلال؛ حيث يختلف من يأتي لكرسي الرئاسة، بينما الجهاز الإداري لكرة القدم مستقر، لكون عمله منظمًا ويسير بأسس ممنهجة، فتجده دائمًا يعيش أوضاعًا مستقرة تساهم في بقائه دائمًا كمنافس وبطل.
الاستقرار الفني والإستراتيجية التي يعمل بها النادي هي ما جعلته فارقاً عن الأندية الأخرى.
والخيارات الفنية المناسبة هي ما جعلت منه فارقًا، ودليل ذلك ما يحدث الآن بعد دخول برنامج الاستقطاب ودعم الأندية باللاعبين. فالجميع شاهد نوعية اللاعبين الذن استقطبهم النادي بخلاف الأندية الاخرى التي كانت استقطاباتها تعتمد على الأسماء من ذوي الفئة (A)، ولم تعتمد على احتياجاتها الفنية، فالهلال خياراته من اللاعبين كانت للمراكز التي يحتاجها الفريق؛ كونه يفرق عن البقية من حيث جودة اللاعبين المحليين ودليل ذلك دعمه دائمًا للمنتخب بأكبر عدد من لاعبيه، وهو ما نتج عنه حصد الهلال لجميع ألقاب الموسم عن جدارة وبلا خسارة.
لن أكون مبالغًا إن قلت: إن الهلال يغرد وحيدًا خارج السرب في الوقت الراهن إلى ما قبل انطلاق منافسات الدوري الجديد، ولكن حديثي عما حققه الموسم الرياضي الماضي.
وأضاف: من خلال التحركات التي نشاهدها في الميركاتو الصيفي، أرى أن الاتحاد قد يكون في وضع أفضل مما كان عليه الموسم المنصرم؛ نتيجة لتدعيم صفوفه ببعض الاستقطابات التي أراها من الناحية الفنية ستغير من صورته التي كان عليها الموسم الماضي، فانضمام موسى ديابي وحسام عوار إلى صفوفه وفي ظل وجود كانتي وبنزيما ستجعله أفضل حالًا، مما كان عليه، في حين لا أرى أي تحركات حتى الآن من جانب الأهلي، الذي أعتقد أن إعارته لماكسيمان خطأ كبير؛ كونه كان بحاجة إلى أسماء تدعمه دون التخلي عنه، أما النصر فلدي قناعة تامة بأن علته ليست فنية، بقدر ماهي قناعات أسماء لا تخدم الفريق على حساب احتياجات تنقص الفريق، ولهذا معاناته مستمرة.
قهوجي: الجماعية سر التفوق
أما قائد الأهلي الأسبق خالد قهوجي، فقال: أسباب تفوق الهلال، أهمها “الإيثار” الغالب على الشكل الشرفي، ثم الإداري ثم الفني ثم اللاعبين، ثم العمل على كل النقاط داخل الملعب وخارجه كالفنية والبدنية والنفسية. ومن الأسباب أيضًا التي جعلته متفوقًا على منافسيه، أن المجموعة تعمل على الاستفادة من إمكاناتها لخدمة الفريق.
وعن الفريق القادر على مجابهة الهلال قال قهوجي: كرة القدم ليس لها وتيرة واحدة، فلا فوز دائم ولا خسائر مستمرة.
والهلال لم يخسر منذ شهور، ولكن هناك مباريات كثيرة كاد المنافس أن يخرج من المباراة منتصرًا، وإحساسي أن خسارة الهلال ستأتي من فريق غير متوقع، وقد يكون متذيلًا لجدول الترتيب، تحتاج الفرق أن تكون الفرق في أفضل حالاتها حتى تستطيع مقارعة الهلال، وذلك مرتبط أيضًا بأن يكون الهلال في أسوأ حالاته.