الرياض – البلاد
أطلقت “مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار”، بالتعاون مع “آرثر دي ليتل”، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، تقريراً جديداً وشاملاً بعنوان “دور الذكاء الاصطناعي في الاستدامة: نعمة أم نقمة؟”. يستعرض هذا التقرير إمكانات الذكاء الاصطناعي التحويلي في دفع عجلة الاستدامة عبر مختلف القطاعات، ويتناول أيضاً التحديات المتعلقة بتنبي هذه التقنيات.
التعاون بين آرثر دي ليتل ومؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار
إن مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار (FII)، هي منظمة عالمية، وتأسست للمضي قدماً بأجندة واحدة، وهي الاستثمار في الإنسانية.
تعمل المؤسسة على دعم ورعاية العقول المتميزة من جميع أنحاء العالم، وتحويل الأفكار إلى حلول وإجراءات واقعية في أربعة مجالات أساسية تتمثل في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والتعليم، والرعاية الصحية، والاستدامة. يُعد هذا التقرير المشترك مثالاً على روح التعاون بين شركة آرثر دي ليتل ومؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، ويهدف إلى تسخير والاستفادة من الابتكارات التقنية لبناء مستقبل مستدام.
أبرز ما جاء في التقرير:
حددت شركة آرثر دي ليتل ثلاث طرق أساسية يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها في المساهمة في تعزيز جهود الاستدامة:
1- تعزيز الاستدامة: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز بشكل كبير استدامة نماذج الأعمال الحالية من خلال تطوير العمليات ورفع كفاءة استخدام الطاقة. تشمل الأمثلة الواقعية نجاح شركة غوغل في خفض استهلاك الطاقة في مراكز البيانات الخاصة بها بنسبة تصل إلى 40%، كما توفر حلول شركة “آي بي إم واتسون” المعتمدة على الذكاء الاصطناعي القدرة على تعزيز الإنتاج الزراعي مع الحفاظ على المياه في نفس الوقت.
2- التحوّل إلى نماذج جديدة: يتيح الذكاء الاصطناعي ابتكار نماذج أعمال جديدة ومستدامة تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية مع تعزيز الربحية. ومن الأمثلة على ذلك الخدمات التي تقدمها “بابيلون هيلث” الخاصة بالرعاية الصحية والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وخدمة مشاركة الرحلات المحسنّة من شركة “أوبر” التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تعمل على الحد من الازدحام المروري وخفض الانبعاثات الكربونية.
3- التكيّف: يساعد الذكاء الاصطناعي المؤسسات على الاستعداد للتعامل مع آثار تغيّر المناخ والكوارث الطبيعية والتخفيف من حدتها. ومن الأمثلة على تلك الابتكارات، المواد المقاومة للحرارة المصممة بواسطة الذكاء الاصطناعي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومشروع “تري كانوبي” من شركة غوغل لتخطيط الغابات الحضرية.
وقال ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار: ” “تلتزم مبادرة مستقبل الاستثمار بالابتكار لمعالجة أهم التحديات التي تواجه العالم. يسلط تقريرنا المشترك مع آرثر دي ليتل الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية في مجال الاستدامة، ويقدم حلولاً عملية للشركات والحكومات على المستوى العالمي. ومن خلال تبني هذه الأفكار والرؤى، يمكننا دفع عجلة التقدم نحو مستقبل أكثر استدامة.”
الأهمية والتأثير على المستوى الإقليمي
إن المعلومات الواردة في هذا التقرير ذات صلة خاصة بمنطقة الخليج العربي التي تشهد تقدماً سريعاً في مجال الاستدامة. فعلى سبيل المثال، يمكن لأنظمة إدارة الطاقة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة أن تساعد في تحسين استهلاك الطاقة في القطاعين التجاري والصناعي، مما يساهم في تحقيق الأهداف الطموحة للدولة في خفض الانبعاثات الكربونية. كما يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية مثل الصيانة التنبؤية في البنية التحتية للطاقة أن تعزز من استقرار الشبكة وتخفض من التكاليف التشغيلية، بما يتماشى مع أهداف الاستدامة لرؤية 2030.
وبدوره قال عدنان مرحبا، الشريك في قطاع الطاقة والمرافق في “آرثر دي ليتل” الشرق الأوسط: “يشدد تعاوننا مع مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار على أهمية التقنيات التحويلية مثل الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة. ومن خلال تسخير إمكانات وقدرات الذكاء الاصطناعي، يمكننا تعزيز نماذج الأعمال القائمة، وتحويل وإعادة تشكيل القطاعات، والاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية، وبالتالي يمكننا المساهمة في نهاية المطاف في بناء مستقبل أكثر استدامة وقوة”.