الرياضة

سالم الدوسري ينافس على جائزة الأعظم في دوري أبطال آسيا

البلاد- جدة

انتهى عصر دوري أبطال آسيا المُثير، بعد 22 عامًا من الصرع الساخن في ساحات كرة القدم في القارة الصفراء على مستوى الأندية، قبل أن تتحول إلى بطولة النخبة، بداية من الموسم الحالي 2024-2025، لتأتي على رأس 3 مسابقات وليدة خرجت من رحم التطوير.

وعلى مدار عقدين ونيف، شهدت منافسات دوري أبطال آسيا الكثير من المحطات المثيرة والمنعطفات التاريخية، التي شكلت فيها الكرة السعودية الرقم الصعب، حيث يأتي الهلال على رأس المتوجين باللقب الكبير في مشهد تكرر في 4 مناسبات.

 

المجد السعودي في البطولة القارية التي أسدل عنها الستار الموسم الفائت، لم تشهد فقط تألق أندية المملكة في المنافسات المثيرة، وإنما أفرزت العديد من النجوم التي تزاحم اليوم على لقب الأفضل في تاريخ المسابقة، يتقدمهم الثنائي، محمد نور أسطورة الاتحاد، وسالم الدوسري نجم الهلال.

 

الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اختيار 10 من أبرز النجوم الذين شهدتهم دوري أبطال آسيا عبر تاريخها المجيد من شرق القارة إلى غربها، حيث يقف إلى جانب الثنائي السعودي، المغربي عبدالرزاق حمدالله، مهاجم الشباب الحالي والنصر والاتحاد السابق، وأيضًا عمر عبد الرحمن «عموري»، نجم الهلال والعين الإماراتي السابق.

– سالم الدوسري

سجل أفضل لاعب في آسيا لعام 2021 لأول مرة في دوري أبطال آسيا مع نادي الهلال السعودي، ليقود الموهوب الواعد أزرق الرياض لتحقيق الفوز في دور الـ16 على فريق بني ياس الإماراتي في عام 2011، ومنذ ذلك الحين أصبح من أبرز نجوم قارة آسيا.

 

لعب سالم الدوسري دورًا فعّالًا في عام 2017، حيث قدم خمس تمريرات حاسمة على طول الطريق حين أنهى فريق الهلال البطولة كوصيف، قبل أن يساعدهم في قلب الأمور في عام 2019 بفوزهم على أوراوا ريد دايموندز ليحصدوا أخيرًا لقبهم الأول في عصر دوري أبطال آسيا.

 

بعد عامين، كان الدوسري مرة أخرى في قلب الحدث، حيث تم اختياره كأفضل لاعب في صفوف الهلال المتوّج باللقب القاري مرة أخرى عام 2021، قبل أن يواصل النجم السعودي تألقه بتسجيل هدف الفوز الذي أكد قوة تأثيره ضد الأرجنتين في كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث كان المشجعون المخلصون لدوري أبطال آسيا على دراية تامة بالموهبة الفردية الرائعة للجناح المميز بحلول ذلك الوقت.

– محمد نور

ولد محمد نور في مدينة مكة المكرمة، وكان يتمتع بمهارات ممتازة في التحكم بالكرة والمراوغة، التي كانت واضحة خلال السنوات الأولى من دوري أبطال آسيا، حيث تألق نور مع عملاق السعودية فريق الاتحاد.

بعد تسجيله هدفًا حاسمًا في مرمى جيونبوك في الدور قبل النهائي عام 2004، كان على النادي الذي يتخذ من مدينة جدة مقرًا له أن يحقق عودة شبه مستحيلة بعد خسارته 1-3 على أرضه أمام سيونغنام في مباراة ذهاب النهائي. وبعد أسبوع واحد فقط في جمهورية كوريا، لم يكن الأمر قابلًا للتصديق، حيث سجل نور هدفين خلال فوز تاريخي خارج أرضهم بنتيجة 5-0، وهو ما يمكن القول: إنه أعظم عودة في تاريخ دوري أبطال آسيا.

في الموسم التالي، تولى محمد كالون مهمة تسجيل الأهداف، لكن نور قدم أداءً رائعًا، بما في ذلك تسجيله هدف وتقديمه تمريرة حاسمة في مباراة الإياب الحاسمة ضد العين، ليساعد الاتحاد في أن يصبح أول نادٍ والوحيد الذي حقق لقب دوري أبطال آسيا مرتين متتاليتين.
– عبد الرزاق حمدالله

سجل المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله أول أهدافه في دوري أبطال آسيا مع فريق غوانغزهو الصيني في عام 2015، قبل أن ينجح في هزّ الشباك لصالح مجموعة من الأندية في غرب آسيا. وكانت محطته التالية مع الجيش والريان في قطر حيث سجل سبعة أهداف مجتمعة للثنائي.

ومنذ ذلك الحين، أصبح الدوري السعودي للمحترفين موطن حمدالله، حيث كانت مغامراته أمام المرمى هي المفتاح وراء وصول النصر إلى قبل النهائي في مرتين على التوالي عامي 2020 و2021، وقد فاز بجائزة هدّاف نسخة عام 2020.

لم يتوقف النجم المغربي عن تسجيل الأهداف منذ انتقاله من الرياض إلى جدة في ديسمبر 2021، واستمر في التسجيل هذه المرة لصالح الاتحاد، حيث حقق حمدالله إنجازًا فريدًا من نوعه ليصبح أول لاعب يُسجل في دوري أبطال آسيا مع خمسة أندية مختلفة. إنها السمة المميزة للهدّاف العظيم حقًا.

– عمر عبد الرحمن

انطلقت مسيرة عمر عبدالرحمن «عموري» بعد انتقاله إلى الإمارات للانضمام إلى أكاديمية العين في عام 2007، وبعد ست سنوات، ظهرت لمحة أولى من قدراته عندما سجل هدفًا وصنع آخر خلال فوز العين 3-1 في دور المجموعات بالجولة الافتتاحي أمام الهلال.

ساعدت مشاركته في ثمانية أهداف في عام 2014 فريق العين على الوصول إلى الدور قبل النهائي في دوري أبطال آسيا، وبدا أن النجم الإماراتي الجديد بدأ أخيرًا في بلوغ مرحلة الذروة. وكان الموسم التالي مليئًا بالتألق حيث ساعد عبدالرحمن ناديه على الوصول إلى أول نهائي له على المستوى القاري منذ 11 عامًا، حيث كان قائدًا للفريق في النهائي الذي خسروه بصعوبة أمام جيونبوك.

على الرغم من الخسارة، لم يمر أداء لاعب الوسط المهاجم دون أن يلاحظه أحد، حيث صنع التاريخ ليصبح أول إماراتي والوحيد حتى الآن الذي يفوز بجائزة أفضل لاعب في هذه البطولة. كان عموري حقًا لاعبًا لن تنساه الملاعب في دوري أبطال آسيا.

– ديان داميانوفيتش

منذ أن افتتح رصيده التهديفي في دوري أبطال آسيا بثلاثية في مرمى نادي سريويجايا الإندونيسي في عام 2009، لم ينظر ديان داميانوفيتش إلى الوراء، حيث واصل مشوار التألق مع فريق سيؤول، موقعًا على 12 هدفًا في الموسمين التاليين، ما ساعد الكوريين على الوصول إلى النهائي الأول لهم في عام 2013.

وبعد فترة وجيزة في الصين مع نادي بكين، عاد مهاجم منتخب الجبل الأسود إلى الأراضي الكورية في عام 2016، وفاز بلقبه الثالث في الدوري الكوري الدرجة مع نادي العاصمة، بينما قادت أهدافه الخمسة وأربع تمريرات حاسمة في المباريات القارية فريق سيؤول إلى حافة نهائي قاري آخر ببلوغه الدور قبل النهائي في دوري الأبطال.

كان موسم داميانوفيتش الأكثر غزارة تهديفية في عام 2018، وذلك عندما قادت أهدافه التسعة فريقه الجديد سوون سامسونغ بلووينغز إلى الدور قبل النهائي، قبل أن يحقق إنجاز جديد مع نادي كيتشي في هونغ كونغ، وينهي مسيرته كأفضل هدّاف في دوري أبطال آسيا على الإطلاق برصيد 42 هدفًا.

– لي دونج جوك

حطم داميانوفيتش الرقم القياسي الذي سجله لي دونج-جوك ليصبح أفضل هدّاف على الإطلاق في دوري أبطال آسيا، وقد كان هو نفسه مهاجمًا بارعًا في وطنه وعلى المستوى القاري. وبعد أن سجل هدفًا في بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري مع نادي طفولته بوهانغ ستيلرز، بدأ لي في استعادة عافيته في موسم 2011 مع الفريق الذي أمضى في صفوفه الفترة الأطول، وهو جيونبوك هيونداي موتورز.

نجح المهاجم الكوري في تسجيل الأهداف ليحرز تسعة أهداف، ويحصل على لقب هدّاف البطولة وأفضل لاعب فيها، لكن الكأس أفلتت منه بعد أن خسر فريقه جيونبوك بفارق ركلات الترجيح أمام السد القطري في المباراة النهائية.

واصل لي إظهار براعته في الكرات الهوائية ولمسته الحاسمة أمام المرمى في المواسم اللاحقة، وفي عام 2016 تمكن أخيرًا من وضع يديه على القطعة المفقودة من اللغز برفع كأس دوري أبطال آسيا، عقب التغلب على العين الإماراتي، فيما يمكن القول: إنه أهم إنجاز في مسيرته الكروية الحافلة.

– كوون سون-تاي

كان الرجل الذي حرم عبد الرحمن من المجد في عام 2016 هو قائد الفريق المنافس وحارس مرمى جيونبوك كوون سون-تاي، بقيادته وحضوره القوي بين العارضتين والقائم مما ساعد الفريق الذي يتخذ من جيونجو مقرًا له على تحقيق المجد القاري للمرة الثانية في تاريخه.

قبل عقد من الزمان، بدأ كوون بشكل مماثل مباراتي الذهاب والإياب في النهائي لصالح جيونبوك ضد الكرامة السوري، حيث خرج منتصرًا بنتيجة 3-2 في مجموع المباراتين، ليثبت نفسه كأسطورة للنادي على مرّ السنين.

في مسيرة رائعة من اللعب على أعلى المستويات، انتقل كوون إلى اليابان للعب في صفوف نادي كاشيما أنتلرز بعد انتهاء عقده، وحافظ على نظافة شباكه في مباراتي نهائي نسخة 2018 ليصبح الحارس الكوري أول لاعب يرفع لقب دوري أبطال آسيا للمرة الثالثة ويحفر اسمه إلى الأبد في تراث كرة القدم الآسيوية.

– سيد جلال حسيني

بعد أن خاض أكثر من 100 مباراة دولية وفاز بتسعة ألقاب في الدوري الإيراني للمحترفين مع ثلاثة أندية مُختلفة، لم تتح الفرصة لقلب الدفاع للتألق على مسرح دوري أبطال آسيا إلا في عام 2018.

تمكن قائد فريق بيرسيبوليس من تسجيل أهداف حاسمة في إياب دور الـ16 وربع النهائي ضد الجزيرة الإماراتي والدحيل القطري على التوالي، بالإضافة إلى كونه عملاقًا في خط الدفاع، لكنه كان للأسف على الجانب الخاسر في النهائي أمام كاشيما الذي كان يضم كوون.

بعد موسمين، قاد حسيني فريقه مرة أخرى في المباراة النهائية أمام أولسان هيونداي، وكان الفارق الوحيد هو ضربة الجزاء التي سجلها جونيور نيغراو خلال الشوط الثاني، حيث تم حرمان اللاعب الإيراني الأسطوري مرة أخرى من التسجيل في اللحظات الأخيرة، لكن أداءه طوال مسيرته جعله أحد أفضل المدافعين الذين تألقوا في دوري أبطال آسيا.
– آي كيسين

خلال العصر الذهبي لنادي غوانغزهو، كان آي كيسين حاضرًا في كل الأوقات بعد أن جلبه المدرب مارسيللو ليبي من بوتافوغو في ديسمبر 2012. في البداية لم يتم اختياره ضمن التشكيلة المرصعة بالنجوم لدوري أبطال آسيا في عام 2013 بسبب الحد الأقصى للاعبين الأجانب، لكن أتيحت له أخيرًا فرصة الحلول مكان لوكاس باريوس المغادر قبل الدور ربع النهائي حيث استغل المهاجم القادم من البرازيل الفرصة بأقصى قدر.

واصل آي كيسين التسجيل في جميع المباريات باستثناء مباراة واحدة، وبإحرازه هدفين في المباراة النهائية ضد سيؤول، بما في ذلك هدف ساحر، ما يعني أن غوانغزهو أصبح أول نادٍ صيني منذ نادي لياونينغ في عام 1990 يتوّج بطلًا لبطولة آسيوية للأندية.

وبعد عامين وتحديدًا في عام 2015، فاز غوانغزهو باللقب القاري مرة أخرى، هذه المرة تحت قيادة المدرب لويس فيليبي سكولاري، وكان كيسين هو من أحرز هدف الفوز بعد مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل بدون أهداف ضد شباب الأهلي الإماراتي. ومرة أخرى، أظهر كيسين مهارة فنية رائعة لتسجيل الهدف الوحيد على ستاد تيانهي في مباراة مُتقاربة، قبل أن يصبح رابع لاعب يصل إلى حاجز 30 هدفًا في البطولة القارية.

– شينزو كوروكي

فاز شينزو كوروكي، الذي لا يُنسى، بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الياباني مع نادي كاشيما انتلرز، لكنه لم يصبح نجمًا قاريًا إلا بعد انتقاله إلى صفوف أوراوا ريد دايموندز. لم تكن البداية سلسة، حيث فشل كوروكي في تجاوز دور الـ16 في محاولاته الثلاث الأولى مع أوراوا، لكن مثل جميع الرياضيين الأبطال، لم يستسلم أبدًا.

أثمر موسم 2017 أخيرًا عن تسجيل كوروكي سبعة أهداف ولعب دورًا رئيسيًا في فوز فريقه أوراوا على الهلال في النهائي ليتوّج بطلًا لآسيا. وعلى الرغم من تسجيله ثمانية أهداف في عام 2019، إلا أن أوراوا تعرض لهزيمة صريحة من منافسيه المألوفين، مما يعني أن كوروكي كان لا يزال لديه بعض الأعمال غير المكتملة.

خرج كوروكي على سبيل الإعارة إلى هوكايدو كونسادول سابورو قبل انطلاق نسخة 2022، حيث وصل أوراوا إلى النهائي مرة أخرى، وكان من المقرر أن يواجه الهلال للمرة الثالثة مع عودة الإبن الضال إلى سايتاما قبل مباراة الحدث النهائي. وقد سجل المهاجم المخضرم هدف التعادل الحاسم أمام منافسهم الدائم في مباراة الذهاب في الرياض حيث ضحك أوراوا أخيرًا، بعد أن فاز 2-1 في مجموع المباراتين ورفع كوروكي الكأس للمرة الثانية ورسخ نفسه كرمز للريدز على مرّ العصور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *