هل فكرنا يوماً أن نذهب لتصوير مايجري في غابة ما؟ الجواب عند محترفي التصوير التلفزبوني بدهي بنعم، فبرنامج الجغرافيا الطبيعية التلفزيوني بالمناكفة تعيش الحيوانات المفترسة كالأسد والنمر والحيوانات الوديعة الجميلة كالغزال الذي شبه الشاعر حبيبته به، فقال: “ياغزال ياغزال يابو شامة وخال”، وتغنى بهذا الشعر الفنان غازي علي-يرحمه الله- والتقطت كاميرا أحدالمصورين الفهد وهو يلاحق الغزال حتى لحق به وافترسه، وغير ذلك من اللقطات التي تصور التمساح والثعبان وأنثاه وهي تلد بيضها، وغير ذلك من صور الصراع في الغابة كتلك التي كان تلفزيون الكويت يعرضها، فنتعلم منها كيف تعيش هذه الكائنات في الغابة.
وقد انفرد د. مصطفى محمود بعرض حياة النحل وقياس سرعتها وكلامها الذي لا ينبغي لأحد أن يفهمه إلا النبي سليمان، وقد علمه الله لغة الطير والنحل معاً، لكنه لم يستطع التعرف علي لغتها فذلك مُلك -بضم الميم- لا ينبغي لأحد معرفته إلاسليمان عليه السلام.
والاقتصاد له دور في إعداد هذه البرامج، حيث تباع البرامج التي تعنى بحياة الكائنات الحيوانية والنباتية بمبالغ جيدة تشكل دخلاً مستمراً للمعدّ والمخرج والمصور، كما أن تجديد التصوير بأفلام تعرض مالم تعرضه سابقاً بشكل نمط ثري بالمعلومات فعلى سبيل المثال، النبات المتسلق على الأشجار يعدّ دوحة يتغنى بها الشعراء، مثل قول الخوري: أغضاضة بروض إن أنا شاقني فشممت وردك؟، والروضة تتكون من النباتات المتسلقة على أغصان الأشجار فتتكون الظلال التي تحجب الشمس ويستمتع الأحباب تحت ظلها وحولهم الورد والفل وغيرهما من النبات الذي تزكم الأنوف رائحتها.
وممّن اهتمّ بلغة الحشرات د. مصطفى محمود، فقد سجل لغة النحل ولكنه لم يفهمها، لأن ذلك لا ينبغي إلا لسليمان -عليه السلام- كما أشرنا لذلك، ولكنه رصد سرعة النحل ذهاباً لاختيار الزهور الجيدة بحوالي 70 ميلاً وفي العودة بحوالي 60 ميلاً، وتكون قد اختارت الزهور ذات الرحيق الجيد، ولغتها بالرقص الحلزوني معناها يختلف عن لغتها بالرقص الدائري، والملكة مهمتها البيض حوالي 5000 بيضة/سنويا واليعسوب(الزوج) مهمته التلقيح قال تعالى:(إن هم إلا أمم أمثالكم).