رياضة مقالات الكتاب

الرياضة بين التعصب والتنافس الشريف

الرياضة مضمار تنافسي جميل وممتع ومجالاتها متعددة ومتنوعة ومتفاوتة بين التشجيع والممارسة ، وعلى أي حال وعلى اختلاف رغبات الناس في متابعة الرياضة وفنونها ، تبقى كرة القدم سيدة الميادين الرياضية شعبيتها تفوق الوصف.

دعوني أنظر للموضوع من الدائرة المحلية دائرة مجتمعنا السعودي المهووس بكرة القدم حدّ الهيام، ولا فرق في هذا الهوس بين الجنسين ولا بين الصغار والكبار، لست ممن يتابعون الدوري، ولست من المتعصبات له ،بمعنى أنني لست إلا متابعة فقط ، ويهمني المنتخب الوطني فقط وهو من أتعصب له بهدوء.

تخيلوا أن يندمج التعصب مع الهدوء وهكذا يجب أن يكون التعصب في قالب هادئ ، أحببت النادي الأهلي وأتابع إنجازاته وتاريخه وحبي له نابع من حب زوجي وابني له والحقيقة وفاء جماهير الأهلي تجبر المتابع الحيادي على محبة ناديهم وأهازيجهم المميزة التي تشعل الملاعب حماساً لها دور في لفت الانتباه وبالطبع اللعب النظيف الراقي والأخلاق العالية هي أكثر ما يميز الأندية، ومع تقديري الجمّ للنادي الأهلي إلا أنني أحترم جهود كل الأندية وأعتز بتمثيلهم للرياضة السعودية حين يتوجب وظهورهم بالمظهر اللائق بوطنهم ، ولو توقفنا عند الحماس ،فهذا أمر حتمي لابد منه لكل المشجعين شريطة ألا يتشوه بالسلوكيات الهابطة والألفاظ البذيئة والسب والشتم والحط من قدر الناس وقيمتهم.

التشجيع لناد معين أو فريق ما ، وضع طبيعي حين يتنزه عما لايليق، حتى في البرامج الإعلامية والصحافة ووسائل التواصل ، مهم جداً الترفع عن الإساءات في التعليقات وأن يكون المشجع راقياً متحفظاً في أسلوبه يشيد بناديه بما شاء وكيما شاء لكن شريطة ألا ينحدر في ذمّ الخصم ويصفه بما هو مؤكد أن يحاسب عليه بين يدي الله حساباً عسيراً ،أتمنى أن نصل في محبتنا للأندية إلى درجة أن يكون هذا الحب داعماً يبني لا يهدم خاصة وأن رؤية 2030 دعمت الرياضة السعودية وفتحت آفاق استثمار عالمية واسعة من أجلها ، لذا يجب أن يكون المجتمع الرياضي والجمهور المحب للرياضة، داعماً لأنديته وللرؤية مساهماً في البناء والتغيير الإيجابي للأفضل حتى أساليب التشجيع يجب أن يطالها التغيير والتحول لتكون أرقى وأنظف وليكون هناك محاسبة لأي تعليقات لا تليق بمجتمع كالمجتمع السعودي.

الرياضة مجال حماسي ممتع حين يكون نظيفاً خالياً من شوائب الأخلاق ، وكما هو معروف الرياضة تهذب الأخلاق وتنمي العلاقات الجيدة وتربط بين الشعوب حين تكون في مسارها السليم ،وهي في ذات الوقت متعة وترفيه تمر الأوقات معها بسرور ، وأكيد يعتريها انفعالات مثيرة أحياناً ومضحكة أحيان أخرى، المهم ألا تورث عداوات وبغضاء،، يذكر أحدهم موقفاً طريفاً لصاحبه منذ زمن بعيد وهو ذو رتبة عسكرية في الداخلية حضر مباراة للنادي الذي يشجعه وكان مترقباً للفوز في ضربات الجزاء كما ذكر، وكان الهدف الحاسم الذي على إثره سقط أخونا مغمىً عليه طبعاً هو بلبسه المدني وحين سقط ، سقطت منه بطاقته العسكرية وكان عسكري في التنظيم بالقرب منه، حين أفاق وجد العسكري وهو يرفع يده تحيةً وإشارة لمعرفته وتقديراً له يقول راوي الموقف كم خجل صاحبه من الموقف لكن هذا خارج عن إردته ، إنه الإنفعال الشديد الذي في أحيان كثيرة قد يرفع الضغط ويتسبّب في كوارث ، تذكرت والدي -رحمه الله- حين كان يتابع المصارعة الحرة بتعليق إبراهيم الراشد -رحمه الله- كيف كان والدي في بداية المصارعة في صدر المجلس وبعد قليل نجده بالقرب من التلفزيون زحفاً دون شعور بأنه تحرك من مكانه وتعابير وجهه وحركات يديه تحكي حكاية الانفعال! بعض المشجعين عند مشاهدة مباريات هامه لناديهم، تحصل حالة استنفار في بيوتهم ،ويعتري أهل بيته خوف ووجل.

نحن بحاجة للارتقاء بثقافة المجتمع الرياضية ليكون الآباء قدوة للأبناء لتعيش البيوت حالة من المتعة والأمان بمشاهدة المباريات.
نحن بحاجة لتوعية الأجيال في المدارس والجامعات بكيفية التعامل مع الأحداث الرياضية في البيوت والملاعب ووسائل التواصل. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها فخراً وعشقاً)

@almethag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *