في العصر الرقمي الذي نعيش فيه ، تلعب التكنولوجيا دوراً حيويااًفي حياتنا اليومية إبتداءً من الترفيه والتعليم والإتصالات والتواصل وقطاعات الأعمال والنظم الصحية والسفر والسياحة وغيرها من القطاعات. ولكن تفاجأ العالم الأسبوع الماضي بمخاطر الفشل التقني الذي حل بجزء كبير من الشبكات والمواقع وتعثر مرور المعلومات والخدمات والإجراءات وتوقفت حركة المطارات وألغيت الوف الرحلات الجوية وعبر القطارات وتأثرت العمليات والإجراءات الصحية الي جانب تأثر قطاع الإتصالات وتوقف التواصل بين البشر حول العالم .
الخلل التكنولوجي أو الفشل التقني وعمليات التخريب المنظمة والممنّهجة في بيئة الأنظمة التحتية مثل شبكات الإتصالات والكهرباء والماء ، ينتج عنها توقف وتعطل المستشفيات والمراقبة الصحية ممّا يعرض المرضى للخطر وأيضا يؤدي الفشل التقني الى تأثيرات إقتصادية وخسائر مالية ضخمة على منظمات وشركات البترول والطيران وجوجل وشركات سلاسل التجزئة وعلي بابا وأمازون وينعكس تاثير ذلك علي البورصات العالمية.
كما أن الفشل التقني يؤدي الى تعطل أنظمة الأمان وسرقة البيانات الحساسة وتنفيذ هجمات سيبرانية تصيب العالم بمخاطر أمنية وعسكرية لا حصر لها . ويعزي الفشل التقني الى الأخطاء البشرية أو البرمجية أو عوامل بيئية او خلل في النظم أو أخطاء في التصنيع.
الحادثة تتطلب إعادة صياغة وعي العاملين والقادة في المنظمات والشركات وإدراكهم لأهمية التدريب والتعليم والصيانة الدورية وتعزيز الأمن السيبراني بإستخدام الذكاء الإصطناعي للتنبؤ بالأعطال قبل حدوثها ووضع خطط قوية للإستجابة العملية والفورية للطوارئ.
وأخيراً ، فاننا نعيش علي كف عفريت : فإن ما حدث كان خطأً بشرياً وكان من نتاجه أن توقف العالم ، فما بالك لو أن طفلا ذكياً لا يتجاوز عمره ال 12 عاماً إستطاع أن يخترق نظم الأجهزة الأمنية السيبرانية وأن يفعِّل أحد أزرار الصواريخ النووية للإنطلاق واشتعلت حرب كونية تفني العالم .
النظم التقنية لا زالت هشّة سريعة العطب والاختراق.