تباينت الآراء في معسكر البيت الأصفر بالرياض(النصر) والمعقل الأصفر بجدة(الاتحاد)، من خلال النظرة التي يكنها عشاق الفريقين تجاه النجمين العالميين البرتغالي كرستيانو،
والفرنسي بنزيما، محبي فارس نجد لم يرموا بالانتقادات على عاتق لاعبهم رغم تعثره في الكثير من المباريات، بل إنه كان سبباً في ضياع أكثر من منجز، ورغم ذلك الإعلام النصراوي يقف بكل بسالة للتصدي لمن ينتقده، في حين شن محبو الاتحاد سيلًا من الانتقادات لبنزيما، الذي يحمل قيمة كبيرة عندما كان يلعب في صفوف الريال، اللافت أن الثنائي لم يتمكنا من تحقيق فوز رسمي خلال مواجهات الهلال، حيث خاض العميد سبع نزلات أمام الهلال بعد حضور نجم الريال، خسرها جميعاً بنتائج متباينة، وهي سابقة لم تحدث في تاريخ الفريقين بتعثر الاتحاد سبع مرات تباعاً خلال موسم واحد، والحال ذاته للنصر الذي لم يكتب له حسم أي مقابلة رسمية والقائد البرتغالي في صفوفه، لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا هذا الغضب الاتحادي الموجه لبنزيما، في حين يرفل كريستيانو بأفضل حال؟ علماً أن المعادلة متساوية بصفر بطولات في الموسم الماضي، وإن كان الاتحاد بطلاً مغواراً في العام قبل الماضي بعد نيله السوبر والدوري. الأكيد هذا الاختلاف ينم عن ثقافات مختلفة، وفي النهاية يتعين احترام تلك التوجهات، وتبقى القضية حائرة.. هل مشكلة بنزيما فنية ولديه إمكانات لم تظهر على السطح، والحال ذاته لكريستيانو الذي يعاني من شبح التسللات التي تجسدت على تحركاته خلال تواجده مع فريقه، وينبري طرح في غاية الأهمية.. لو كان الثنائي في فريق آخر.. هل ستتجلى صورة مختلفة لهما عما قدماه خلال المشاركات الماضية، ولماذا نجح ميتروفيتش في الهلال، رغم أنه لا يمكن مقارنته بالقيمة التي يحملها الثنائي. في تصوري أن المنظومة المتناغمة، علاوة على الأجهزة الفنية عالية الجودة لها دور رئيس، وتتحكم في العطاء التي يجسده اللاعب وسط الميدان، ولا ريب أن نجاح النجوم مرهون بمهارة المدربين الذين يعرفون التفاصيل الدقيقة للاستفادة من كل عنصر، وطريقة توظيفه في الملعب وصهره في قالب الخطة التي يرسمها في المستطيل الأخضر، عموماً يتعين على من يطرح الآراء أن يتسلح بالواقعية، ويسلخ ثوب الحنق في رؤيته، ولكي نحقق المفيد يفترض أن تسيطر العقلانية على مساحة الطرح الذي يصدر من الجماهير وحتى رجالات الإعلام، والواقعية تعنى دعوة صريحة بضرورة نقل التركيز من الساحة الانفعالية إلى الآراء الهادفة. بقي جانب مهم يتمثل في حسن اختيار العنصر الأجنبي وأهمية اختيار اللاعب المتكامل في المكان المناسب، حسب ما تستدعي حاجة الفريق، الذي يختار، يمتلك نظرة ثاقبة، يعرف كل التفاصيل عن اللاعب، وهل بمقدوره رسم النجاح مع المجموعة التي يلعب معها، ولتحقيق أقصى استفادة من الكشافين لابد من تسلحهم بالمعلومات الدقيقة عن اللاعب وتكون جديدة، وما أرمي له خلال آخر مباريات خاضها، لأنها تمنحك المؤشر الحقيقي للعطاء.