في قوله تعالى: “ولا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه”، يشير لفظ “الغو” إلى التشويش. وهذا التشويش ظهر في بعض الإذاعات الموجهة، مثل إذاعة صوت أمريكا وألمانيا وإذاعة لندن. ففي بعض الأحيان، لم تنجح هذه الإذاعات في التواصل مع مواطني بعض الدول العربية، كتونس والسودان، حيث لم تكن لهجاتها مفهومة لديهم.
وعلى النقيض من ذلك، فقد بثت إذاعة لندن أخبارها باللغة العربية الفصحى، مما يُعد انتصارًا للغة العربية نفسها.
التدفق الإخباري والتحديات:
يشكل التدفق الإخباري تحديًا أمام الدول النامية في الحصول على نصيب كاف من التغطية الإعلامية. فعلى سبيل المثال، يرسل التلفزيون السعودي برنامجًا إخباريًا عن موسم الحج مدته نصف ساعة، ولكن تعرض الدول المستقبلة منه فقط بعض الدقائق.
انتشار اللغة العربية:
يُلاحظ أن هناك ما لا يقل عن 400 كلمة عربية في بلدان شرق آسيا، ممّا يدل على انتشار اللغة العربية واتساع نطاقها كلغة القرآن الكريم “بلسان عربي مبين”.
الهويّة واللغة:
تمثلت ظاهرة الدعاية الدولية بين إنجلترا والولايات المتحدة في قاموس أمريكي طُبع في الولايات المتحدة تحت اسم “The English American Dictionary”، والذي لم يُبع في إنجلترا إلا بعد حذف لفظ “American” من العنوان. وهذا يُثير استنكار المتخصصين في اللغة العربية، متسائلين: أين الغيرة على لغة القرآن الكريم؟
في الختام، تُعد قضية الهويّة والحفاظ على اللغة من القضايا المصيرية، كما أن هناك محاولات لطمس الخصائص اللغوية العربية، ممّا يتطلب المزيد من الجهود للحفاظ على هذه اللغة العظيمة.