عندي في منزلي نخلتان ناهزتا البلوغ، ظللت أتعهدهما بالرعاية والسُقيا أكثر من ثلاث سنوات. وقال لي النخّال إن إحداهما ذكر والأخرى أنثى. ثم وضع ذلك في هاتيك ،وبعد بضعة أشهر ،بدأ الثمر من بطن السيدة والنخلة الأخرى تسارقها النظر متعجبة، وبدأ احمرار خدود البلح هذا الأسبوع ما شاء الله. وتأخرت العذوق الأخرى لعلها عاتبة عليّ. النخل هو الأقرب أفقاً من عالم النبات إلى عالم الحيوان فهو لا يتحرك فحسب بل يشعر. وكنت قد حاولت بيع الشتلات لما طال انتظاري، ولكن زبوناً سام الشتلات بثمن بخس فلم أقبل. وحين آن الأوان صرت من فرح أكاد خاطب أشعة الشمس أن تشتدّ لكي تنضج العذوق. ولا شك أن مثلي ألوفا مؤلفة من الناس يفرحون لزيادة الحر وإن زادت تكاليف التكييف عليهم عند النوم. ذلك لأن البلح يحتاج إلى قوة حرارة الشمس لكي ينضج.
إنني مسرور ببوادر ثمر نخلة واحدة ،فما بالكم بالذين عندهم الآلاف من النخل؟ وقد كنت أشاهد فرحة والدي -رحمه الله- عند حصاد القطن من مزرعته وقد كانت تدر عليه دخلا مباركا. هذا وهو محصول غير مطعوم ولا مشموم. وهذه اللذة أنواع. لذة الزراعة ثم لذة التجارة بهذه المزروعات. فهم ينتقلون إلى المحطة الجديدة من لذة الكفاح من أجل المعيشة. وأنت تقرأها في عيون الذين ينقلونها من مزارعهم ب “الدبابات” إلى أطراف المدن. الرطب والحبحب والشمام والمانجو والموز والرمان والعنب والطماطم وغيرها. وهناك نوع ثالث من اللذة تتمثل في تعّليب وتصّنيع هذه المحصولات التي بدأت ببذرة وضعها المزارع في أرضه وتعهدها بالسُقيا ولقّحها إن كانت تحتاج مثل النخلة إلى لقاح. ثم انتظر تفاعل المياه في داخلها وأشعة الشمس في خارجها. ثم أخذ يتفرج على الطفولة والمراهقة في هذه المحصولات. حتى إذا نضجت جاء وقت الزفاف إلى الأسواق ،وملء الجيوب بما تدره هذه المزروعات.
إن كثيرا من شبابنا لا يعرف لذة حصاد المحاصيل الزراعية. ولا يعرف لذة البيع التي عاشها أجدادنا وكان عندهم من الاكتفاء الذاتي ما يجعلهم كراما أعزة لا يذلون لأحد إلا للواحد القهار. فهذه آفاق في العمل الزراعي والتجاري والصناعي ينبغي التركيز عليها.
** قطوف: هذا تعقيب الأستاذ عبد الله الزبيدي على مقال “الزن” الأسبوع الماضي.
قال:
ماليزيا نظمت دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج ثم منح المشاركين في هذه الدورات شهادة مثل رخصة قيادة السيارات ولا يتم عقد الزواج إلا بالحصول عليها وقد نتج عن هذا القرار انخفاض 40% من نسبة الطلاق.
** قطوف: وعقب الأستاذ الدكتور محمد يعقوب تركستاني بالقول: كما أن الزن يمكن أن يخرب البيوت فإنه يمكن أن يفك الحديد فهو ينفع إذا استعمل في أمر نافع شأنه شأن الإلحاح الشديد.