منذ فترة بسيطة، وجدت أحدهم يُغرد على منصة(X) متحدثاً عن الأسطورة محمد الدعيع بطريقة مستهترة، وهو يُذكر بمباراة ألمانيا الشهيرة، ومباراة البرازيل.. بمعنى أكثر وضوحاً (الاصطياد في الماء العكر).
ومما استشفه العقل عن هذا الشخص أنه لا يعرف فعلياً من هو محمد الدعيع، أو ربما لم يعاصره، ليذكرنا بالقول المعروف:( المرء عدو ما يجهل).
لن أعرّج في بداية القول عن محمد الدعيع قبل الانضمام للمنتخب السعودي الأول، فمن دون شرحٍ أو تفصيل يكفي أن نقول: إنه حارس منتخب الناشئين الحاصل على بطولة كأس العالم 1989.
وأما بشأن المنتخب الأول، فيجب أن أقول: إن حبر قلمي من الممكن أن يجف وأنا لم أنته من إنجازات محمد الدعيع.
ولعلني أعود لأكثر من ثلاثة عقود وتحديداً في العام 1992، الذي كان يعاني فيه محمد الدعيع من إصابة أقعدته بعيداً عن الملاعب لمدة طويلة، وكان لدى المنتخب السعودي استحقاقات متتالية، ومن هنا سأوضح لك عزيزي القارئ تأثير غياب محمد الدعيع، خاصة أن المنتخب السعودي سيشارك في أربع بطولات متتالية، ويكفي أن تعلم أن المنتخب لعب بأربعة حراس في أربع بطولات.
أحدهم.. ممن لم يعاصر سيشكك في كلامي، ولكني سأرد عليه تفصيلياً بالقول:
لست بحاجة للشك يا عزيزي، فيكفي أن أقول لك: إن المنتخب السعودي في العام 1992 استهل بطولاته بالبطولة العربية في سوريا، وخسرنا المباراة النهائية أمام منتخب مصر، وكان حارس المنتخب حينها خالد الدايل، ثم استضاف المنتخب السعودي بطولة القارات الأولى في الرياض، وخسر المنتخب السعودي النهائي أمام الأرجنتين، وكان حارس المنتخب سعود السمار، ومن ثم انتقلنا إلى اليابان للمشاركة في بطولة الأمم الآسيوية، وخسرنا النهائي أمام اليابان، وكان حارس المنتخب شاكر العليان -رحمه الله- وأخيراً المشاركة في بطولة الخليج في قطر، وحصل المنتخب السعودي على المركز الثالث في البطولة، وكان حارس المنتخب هو حسن خليفة.
فلك أن تتخيل أن غياب محمد الدعيع في تلك الفترة كان له هذا الأثر، ومحمد الدعيع لا زال في بدايات الطريق لبناء إرث كروي عظيم. وللحديث بقية.