قد يعجز كائن من كان حصر الإنجازات الرائدة التي بذلتها وتبذلها المملكة العربية السعودية ممثّلة في قيادتها الرشيدة في خدمة ضيوف الرحمن الآتين إليها من كل صوب وحدب لأداء نسك الحج والعمرة والزيارة والمتمثِّلة في توفير الراحة والاطمئنان والخدمات المتميزة بدءاً من قدومهم من ديارهم ووصولاً إلى المشاعر المقدسة وعودتهم بعد أداء نسكهم إلى بلادهم سالمين غانمين، وعمق المشاعر التي وجهوها للمملكة وجميع القطاعات التي أسهمت في تيسير وتسهيل سبل أداء هذه المناسك نتيجة للخدمات المميزة والتنظيمات الرائعة السلسة التي لمسوها خلال تنقلاتهم في المشاعر المقدسة.
لقد كان حج هذا العام 1445هـ ناجحاً بكل المقاييس حيث تجلّى فيه التنظيم الناجح بأعلى صوره والخدمات المميزة بأعلى مستواها والمتابعة الجادة والتوجيهات الموفقة والجولات سيرة ومسيرة، وما ذلك إلا بفضل الله ثم بجهود وتضافر القائمين على هذه الخدمة الشريفة وبتوجيه ومتابعة ولاة الأمر – يحفظهم الله – والذين دأبوا على التفاني في تحقيق مستهدفات هذه الميزة التي خصهم الله بها على سائر الأمم وهي خدمة الحرمين الشريفين الآتين إليها منذ بداية تأسيس المملكة على يد المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – ومن بعده أبناؤه الملوك الذين ساروا على نهجه واقتفوا أثره.
إن الخدمات والإنجازات الرائدة وغير المسبوقة ، قامت وتقوم بتوفيرها المملكة العربية السعودية .
ولم تقتصر جهود المملكة في تحقيق هذه الإنجازات والخدمات خلال المشاعر المقدسة محلياً فحسب ، بل كان للتنمية التوعوية الحديثة دورها الرائد في إيصال مقاصد وشعائر الحج ومناسكه إلى أقاصي العالم وذلك من خلال (خطبة عرفة) والتي ترجمت إلى (20) لغة عالمية فقد أكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، نجاح مشروع الترجمة الفورية لخطب عرفة بـ (20) لغة عالمية والوصول إلى (621) مليون مستفيد ومستمع في رقم قياسي جديد ، وأوضح أن مشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة خطبة عرفة، مشروع عالمي رائد وأحد أهم مرتكزات رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي لإيصال رسالة الحرمين الوسطية ، ويتعاظم مشروع ترجمة خطبة عرفة سنوياً للوصول إلى أكبر عدد من المستمعين للخطبة بعدة لغات عالمية وبثّها عبر المنصّات الإلكترونية وعبر أثير إذاعة (FM) وقناتيْ القرآن الكريم والسنة النبوية)).
خاتمة: وفي نهاية موسم حج هذا العام الناجح توّج ختامه نائب أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز من مقر الإمارة بمشعر منى نجاح حج هذا العام بكلمة ضافية، بثتها وكالة الأنباء السعودي عبر وسائل الإعلام قال فيها سموه :((الحمد لله على التمام والشكر له على ما أنعم به على ضيوف الرحمن من أداء المناسك بيسر وطمأنينة وأمان، وذلك بتوفيق من الله ثم بما سخرته قيادة المملكة العربية السعودية – أيدها الله بالعز والتمكين – من خدمات متنوعة ورعاية فائقة ساند ذلك عمل جماعي وجهود تشاركية نفذتها مختلف الجهات المعنية بالحج وبهذه المناسبة يسعدني أن أعلن عن نجاح موسم حج هذا العام (1445هـ) ومهنئاً القيادة الرشيدة أيدها الله، ولا يفوتني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على إشرافهما الدائم وتوجيهاتهما المستمرة ومتابعتهما للخدمات المقدمة لقاصدي بيته العتيق، كما أتقدم بجزل الشكر لوزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نائف على دعمه ومتابعته واعتماده للخطط الأمنية للحج والتي كان لها الأثر الكبير في تحقيق هذا النجاح والشكر موصول لسيدي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل – يحفظه الله – على متابعته لجميع الأعمال المتعلقة بالحج)).
وأكد سموه فور بدء الترتيب والتخطيط لموسم حج العام المقبل: ((إن ما تحقق من نجاحات على جميع الأصعدة ما هو إلا بداية لمرحلة جديدة لتحقيق مكتسبات أكبر لخدمة قاصدي أطهر البقاع وأقدسها فالعمل بحول الله سوف يبدأ على الفور للترتيب والتخطيط لموسم حج العام المقبل وسيتواصل تطوير منظومة الحج كاملة، فطموحاتنا ليس لها سقف وآمالنا لا حد لها)).
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده رئيس مجلس الوزراء على جهودهما وإنجازاتهما الرائدة في تيسير سبل الحج وتمكين حجاج بيت الله العتيق الآتين إليها من كل فجٍ عميق على أداء نسكهم في يسر وطمأنينة وأمن وسلامة وعودتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين ، شاكرين للمملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً وقيادةً جودة الخدمة وحسن الإستقبال وكرم الوفادة التي قوبلوا بها (قدوماً وعودة) وجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين وحمايةً لشعائره ومقاصده .
وبالله التوفيق.