البلاد – واس
حذَّرت الصحة الفلسطينية، من توقف المستشفيات والمراكز الصحية ومحطة الأكسجين الوحيدة في قطاع غزة، في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية منذ عدة أشهر، مؤكدة أن ذلك يعرض حياة مئات المرضي والجرحى للموت، إضافة إلى تعرض الأدوية في الثلاجات إلى التلف؛ نتيجة عدم إدخال السولار اللازم لتشغيل المولد المغذي لمحطة الأوكسجين وثلاجات حفظ الأدوية. وناشدت كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة التدخل لإدخال الوقود، إضافةً إلى المولدات الكهربائية وقطع الغيار اللازمة للصيانة، لافتة النظر إلى استمرار معاناة آلاف المرضى، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح البري.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عرقلة وصول المساعدات الإنسانية الخاصة بمؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى إلى قطاع غزة، مما فاقم من حالة الجوع وسوء التغذية لنحو 2 مليون فلسطيني يعيشون ظروفاً قاسية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
وقالت مؤسسات حقوقية وإغاثية إن الاحتلال يحاصر نحو 700 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة، وهم يعانون حالياً من الجوع والعطش، وأن 90 % من الأطفال يعانون من سوء التغذية، ويتم يومياً تسجيل عشرات الحالات من الأطفال مصابون بالجفاف وسوء التغذية، لافتةً النظر إلى أن كافة المواد الغذائية والأدوية نفذت مع استمرار الاحتلال إغلاق كافة المعابر، ومنها معبر رفح البري، الذي أدى إغلاقه لتفاقم معاناة أكثر من 25 ألف جريح ومريض بحاجة ماسة للعلاج في مستشفيات قطاع غزة، التي انهارت منظومتها الصحية بشكل كامل، في ظل قصف الاحتلال الإسرائيلي لها، ومنعه من تدفق الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود.
من جهة ثانية، أكد البيان الختامي للرؤساء المشاركين في أعمال مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة الذي استضافه الأردن في منطقة البحر الميت، رفضهم النقل والتهجير القسري الفردي أو الجماعي للمدنيين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرين إلى أنه يمثل انتهاكاً للقانون الدولي، معربين عن قلقهم البالغ إزاء الخسائر الفادحة في الأرواح، وغيرها من الأعمال الضارة ضد المدنيين في انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأدان رؤساء المؤتمر الهجمات على موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك أكثر من 250 هجوماً على مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، وغيرها من المباني التي تؤوي النازحين، وقتل ما لا يقل عن 193 من موظفي الأونروا وما لا يقل عن 135 من أطفالهم، ودعوا إلى إجراء تحقيق كامل في كل واحد من هذه الوفيات.
وشجبوا في بيانهم آثار الحرب في غزة، بما في ذلك العمليات المستمرة في رفح، التي أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي، ودانوا بأشد العبارات الهجمات التي تضرب مخيمات النازحين الفلسطينيين.
وشددوا على أهمية الوساطة الحالية التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار الدائم في جميع أنحاء غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية وزيادتها وتوزيعها دون عوائق على المدنيين المحتاجين.
وأقروا بالدور المهم الذي تقوم به جميع المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني داخل غزة، وأشادوا بجهودهم في البقاء في غزة وإيصال المساعدات، مؤكدين أهمية دور الأونروا، الذي لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه، وخاصة في توفير المساعدات والخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين رغم التحديات التي تواجهها وظروف العمل الصعبة غير المسبوقة.