الإنتقال من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية يعتبر نقطة تحول شديدة التأثير على مستقبل الطالب وحياته،حيث تتشكّل شخصيته ودوره ومساهماته في المجتمع والحياة.
الطالب في المرحلة المدرسية ، يكون تحت وصاية وتوجية أساتذته ، حيث المواد التي يجب عليه تعلمها ودراستها محددة مسبقا بل ومفروضة عليه دون إعتبار لقدراته ورغباته وإهتماماته .
أما الدراسة الجامعية ، فهي الإنطلاقة الحقيقية لحرية الطالب في إختياراته للمواد والمواضيع الدراسية التي يود تعلمها ، وذلك عن طريق المحاضرات والقراءة والبحث وخضوعه للتقيم والتحصيل العلمي المستمر.
الدراسة الجامعية تعتمد على تطلعات الطالب وأهدافة المستقبلية ، ويلعب الحافز الشخصي لديه دوراً مهماً في التحصيل وإدارة وقته بين دراسته وبحوثه. والوقت الذي يقضيه في الإستمتاع بإتصالاته وبأموره الشخصية وذلك من خلال مشاركته في الأنشطة الأخرى كالأندية الرياضية والنشاطات الثقافية والفنية والإجتماعية التي تساعده على تنمية وتطوير شخصيته وقدراته ومهاراته القيادية والتنافسية والعمل الجماعي. تجدر الإشارة إلى أن دور الجامعات لا يقتصر على التعليم وتنمية قدرات الطلبة فقط ،بل هي تلعب دوراً محورياً في المحيط أو المجتمع الذي تعيش فيه
المدينة أو القرية ،وذلك من الناحية الإجتماعية والإقتصادية والتقدم التكنولوجي والفكر النقدي الإبداعي لحل مشكلات المنظمات والهيئات والشركات ،حيث تعتبر هذه المهمة بمثابة شراكة فاعلة وداعمة لتلك الهيئات بناءً على إحتياجاتها وأولوياتها.
أخيراً ، أرى أن جامعاتنا يقع عليها عبء تعبوي متعاظم لدعم رسالتها في تطوير المجتمع ، وأدوارها الاستراتيجية كونها منارات للتقدم والتطور ، وأهمية تحقيق الصورة المثالية التي يجب أن تعكسها عملياً على أرض الواقع.