هلال سلمان- جدة
اختتم فريق الهلال موسمه بطريقة مثالية، بعد أن توجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- حفظه الله- بكأس خادم الحرمين الشريفين، عقب فوزه على جاره النصر 5-4 بركلات الترجيح، أمام أكثر من 56 ألف متفرج غصت بهم مدرجات استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة المشعة) بجدة.
احتكر الهلال بطولات الموسم الثلاث بعد أن ضم أغلى الكؤوس إلى بطولتي دوري روشن وكأس الدرعية للسوبر السعودي، ليؤكد تفوقه المطلق هذا الموسم؛ حيث لم يتعرض لأي خسارة على مستوى البطولات المحلية.
وحقق الهلال كأس الملك للمرة الحادية عشرة في تاريخه، وبات على بعد لقبين فقط من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم الأهلي المتوج باللقب 13 مرة، علما بأن الهلال غاب عن النسخ الأربع الأولى من البطولة؛ حيث كان نظامها سابقًا ينص على اقتصارها على أندية المنطقة الغربية، قبل أن تنضم أندية الوسطى للبطولة عام 1961م.
وحرم الهلال غريمه التقليدي النصر من الفوز بكأس الملك للمرة الأولى منذ عام 1990م، الذي شهد آخر تتويج للنصر بلقب أغلى الكؤوس.
وفي سادس نهائي يجمع الفريقين في كأس الملك، حقق الهلال الفوز في 4 مناسبات، فيما توج النصر مرتين.
كان النهائي الأول عام 1981 ويومها فاز النصر 3-1، وعاد النصر ليفوز بالنهائي الثاني عام 1987 بهدف وحيد، ثم تواجها للمرة الثالثة في نهائي عام 1989 وحينها فاز الهلال 3-0، وجمع النهائي الغريمين التقليدين للمرة الرابعة عام 2015 وفاز الهلال 7-6 بركلات الترجيح، أما المرة الخامسة فكانت عام 2020 وفاز الهلال على النصر 2-1، وفي النهائي الأخير دان الفوز للهلال بركلات الترجيح بنتيجة 5-4.
وتساوى مهاجم الهلال، الصربي ألكسندر ميتروفيتش مع جناح النصر، السنغالي ساديو ماني في صدارة ترتيب هدافي كأس الملك هذا الموسم برصيد 4 أهداف لكل منهما.
سيناريو مثير في النهائي
شهدت المباراة النهائية “سيناريو” مثيرًا؛ حيث سجل الهلال مبكرًا عبر ميتروفيتش، وشهدت الدقيقة 57 من المباراة طرد حارس النصر أوسبينا للمسه الكرة بيده خارج منطقة الجزاء، وقبل نهاية المباراة بثلاث دقائق طرد الحكم الأرجنتيني هيريرا على البليهي مدافع الهلال، ليدرك أيمن يحيى التعادل للنصر، ثم طرد السنغالي كوليبالي مدافع الهلال ليلعب فريقه بـ 9 لاعبين حتى نهاية الشوطين الإضافيين.
وفي ركلات الترجيح، قاد الحارس المغربي ياسين بونو فريقه الهلال للفوز والتتويج في نهاية المطاف.
دموع رونالدو حديث العالم
لم يتمالك نجم النصر كريستيانو رونالدو نفسه، وانخرط في نوبة بكاء مريرة عقب نهاية ركلات الترجيح، وكانت دموع” الدون” حديث العالم عبر القنوات التلفزيونية والمواقع الرياضية ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث أظهر شغفًا كبيرًا بالفوز وحسرة كبيرة على ضياع فرصة نيله أول بطولة محلية مع النصر بعد موسم خرج فيه خالي الوفاض، سوى من بطولة الأندية العربية قبل انطلاق الموسم، ولقب الهداف التاريخي لدوري روشن.
خلال اللقاء، نجح رونالدو في الوصول لمرمى الهلال في أكثر من مناسبة، لكن تألق الحارس بونو حرمه من التسجيل، فضلًا عن وقوعه في مصيدة التسلل عدة مرات، خصوصًا خلال الشوطين الإضافيين.
جيسوس سيد التكتيك
خاض مدرب الهلال، البرتغالي جيسوس، أصعب مباراة هذا الموسم بعد مباراة العين الإماراتي على الأرجح، ولم يقدم بعض لاعبي الفريق المستوى المعهود منهم، وكاد اللقب أن يفلت من بين أيدي “الزعيم”، لكن يحسب للمدرب إدارته للمباراة بحنكة، خصوصًا بعد طرد قلبي الدفاع، وإخراجه محمد البريك بعد نزوله بـ 10 دقائق فقط، وإشراك حسان تمبكتي الذي تألق إلى جانب البرتغالي نيفيش في إبعاد الضغط النصراوي المكثف حتى وصلت المباراة لركلات الترجيح.
وسيفتقد الهلال لخدمات قلبي دفاعه البليهي وكوليبالي في مواجهة الأهلي بكأس السوبر السعودي، لكن حتى ذلك الحين يحق للاعبي” الزعيم” الراحة بعد عناء موسم مرهق، احتكروا فيه جميع البطولات المحلية، وحافظوا على سجلهم خاليًا من أي خسارة، في موسم لا ينسى بالنسبة للهلال وعشاقه.