دأبت أخبار التلفزيون قديماً على قراءة الأخبار بمذيعين واستقبال التقارير من المراسلين خلفهما بحيث تتحرك الكاميرا عن المذيعين فيشمل القائم بالإتصال مكانهما وكان مستوى الإقناع كافيا للمشاهد، ولكن الآن أصبح استوديو الأخبار عبارة عن قاعة اجتماعات مجزأة ومقسومة بين مذيع أومذيعة وبين شاشة عرض سينمائي تلقى فيها التقارير ويظهرفيها ضيوف البرنامج الإخباري من ٢-٣ ضيوف غالباً، ويظل التأثيركماهو سابقاً، أماالإقناع فيترواح بين ميول المشاهد الثقافية وبين التأثير القوي أوالمتوسط أوالضعيف الممزوج بالكذب والقيل والقال.
أماخلفية النشرة الإخبارية ، فتتراوح بين الإقناع والتعميم-إذا جازالتعبير-فحينما يطابق الخبر الصورة كأن يكون عن مباريات كرة القدم فتوكيد،أماحين يكون الخبران التسويق وتكون الخلفية عن منظرالبلاد أواجتماع مجلس إدارة ما ، فهذا إفلاس وكفى به جهلاً وتنكيلاً بالمشاهد وصرفه عن الحقيقة والكذب عليه.
وبالنسبة للصورة الناطقة ،فهي المطابقة بينها وبين لغة الخبر فعلى سبيل المثال-مواكبة الخبر للتنمية في المملكة العربية السعوديةً،يمكن المراهنة على تطابق الخبروالصورة،فلايمكن أن يقوم مصورالتلفزيون بتصوير شئ ما ،إلا وهو متأكد من مطابقة الصورة للنصّ،ومطابقة الصورة للنصّ تتمثل في ربط المدن السعودية بشبكة طرق مسفلتة وحديثاً بسكة القطارالتي لم تعد تقتصرعلى ربط الرياض بالمنطقة الشرقية،ولكنهاتعدت إلى ربط المدينة المنورة بجدة وبالمشاعرالمقدسة مثل منى وعرفات والمزدلفة،ممّا خفف من دخول الباقات والسيارات إلى هذه المشاعر، ولاغروفي عزم المسؤلين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين ومسؤولو عهده بتسهيل الحج كل عام على الحجاج الذين يزدادعددهم كل عام إلي أكثرمن مليوني حاج فلله الحمد والثناء الحسن.
بالنسبة لسوق البورصة ، فالتغطية الإخبارية اليومية. فالخبراء والصورة عامة لاتتميز بالمطابقة بين النص والصورة ولكنها ثقافة عامة للمشاهد في معرفة العملات كالريال والجنيه المصري والليرة والدينار والدولار والين إلى آخره. كذلك مراقبة أسعارالأسهم في كافة الشركات والمؤسسات المالية،كما أن موكلة التنمية الزراعية والصناعية والتعليمية إلى آخره، من أهم التغطيات التنموية ،أمابالنسبة للتوعية الصحية والأكل من اللحوم المستوردة بشكل خاص فهي من أول مهام الإعلام لكافة الناس،يمكن القول إن البيئة مواكبة للتنمية.
يبدو أن إقناع المشاهد بعرض الحوارات والندوات حول قضاياالساعة ، تأخذ باهتمام المشاهد وهي تدار حول مائدة مستديرة أوبيضاوية ويشترك فيها من ٣-٤ أشخاص من قطاعات مختلفة،يبدو أنهامجرد أحاديث ورؤى شخصية بعيدة عن الموضوعية في التحليل، ويبدو أن البرامج الوثائقية هي أقرب إلى الصواب،فالتاريخ مصدر جيد لهذه البرامج حتى وإن كان من وجهة نظرواحدة مادام لايعتمدعلى علم الآثار،فلو ضربنا مثالاًعلى ذلك طريق الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة ، لتعلمنا من الباحثين أمورا كثيرة، منها-مثلا-عقبات العقنقل وغيرها التي مربها النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته على ظهرناقته القصواء ومعه أبوبكر الصديق ،لتعلمنا دروساً من هذه الرحلة منها-مثلا-لحاق سراقة بن مالك رضي الله عنه حيث تعثرت فرسه عندما وصل إلى الركب النبوي فاتفق معه النبي صلى الله عليه وسلم بأن لايخبر”قريش” ، لينال سواركسري في عهدعمربن الخطاب رضي الله عنه الذي قضى على كسرى، وهكذا دواليك.