اكتسبت المملكة قدرة عالية في إدارة الحشود، وكيفية التعامل مع التدفقات البشرية الهائلة التي حدثت مؤخرا في الحرم المكي، والحرم النبوي والتي تعدّت أرقامها عشرة أضعاف الأعداد التي كانت في نفس الفترة من الأعوام السابقة ،هذه القدرة العالية للمملكة في إدارة الحشود ، أبهرت المجتمع الدولي.
ومع وجود التقنية طوّعت وزارة الداخلية الذكاء الإصطناعي لخدمة المعتمرين للتنبؤ بالكثافة القادمة للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، والتعامل معها، وضبط المخالفات والظواهر السلبية، ويتجاوز فن إدارة الحشود فكّ التكتلات البشرية إلى التحول السريع في تنفيذ الخطط الموازية مع ارتفاع الوجود في أدوار الحرم التي استخدمها المعتمرون، وتيسير تدفق المعتمرين إلى منطقة الصحن، والدور الأرضي وأجزاء من السطح، والمواءمة بين الخطط المرورية وخطط تنظيم الحشود، خاصة بعد أن شهدت مكة المكرمة والمدينة المنورة هذا العام أفواجاً كبيرة من معتمري بيت الله وضيوف الرحمن من الداخل والخارج، ولأن الأعداد في مواسم رمضان أكثر من غيرها في أي شهر فإن تسليط الضوء على دقة التنظيم وإدارة الحشود والتي وصلت خلال هذه الفترة الوجيزة لأكثر من (30)مليون معتمر وزائر، أمر مستحق ولا يمكن أن يغفله أي قلم، فكفاءة المملكة وتسّخيرها قدراتها البشرية والمادية والتقنية في استضافة ملايين البشر وخدمتهم بهذه الدّقة وحسن الضيافة والتنظيم ،أمر فريد وغير مسبوق عالمياً، تنفرد به المملكة محققة نجاحاً مذهلاً ، ويقف خلف هذا النجاح العظيم والمرونة في تحرك هذه الملايين في انسيابية وسهولة ويسر ،ـ حشود ـ من رجال الأمن المرابطين لخدمة ضيوف الرحمن وتأمين مناسكهم بسلاسة وأمان، وكل نجاح هو نتاج الخطط الأمنية والتنظيمية والتنسيق المبهر بين كافة القطاعات التي تمتلك خبرات متراكمة في إدارة الحشود بفاعلية كبيرة. وفي هذا الإطار يجب الإشادة بتضافر الجهود في قطاعات الدولة المختلفة خصوصاً القطاعات الأمنية بتوجيهات سديدة ومتابعة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ يحفظه الله ـ وسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ يحفظه الله ـ وهما بعد توفيق الله وفضله الركيزة الأساسية للنجاحات المستمرة ، وذلك سعياً لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 عبر برامج خدمة المعتمرين والزوار الذي سهّل رحلتهم من مرحلة ما قبل الوصول وأهمها تسهيل استخراج التأشيرة في مدة زمنية قياسية، والذي يساهم بالارتقاء بخدمات الحج والعمرة بدءاً بمبادرة طريق مكة، مروراً بمبادرة التأمين الصحي وحج بلا حقيبة ومشروع حافلات مكة وخدمة النقل الترددي في المدينة المنورة، والارتقاء بجودة الخدمات والمرافق وصولاً إلى إثراء التجربة الثقافية الإسلامية واكتشاف المملكة والاستمتاع بها ــ وللحديث بقية ــ .