يحفظ التاريخ ، الفتوحات الإسلامية في رمضان، ومن أهمها على سبيل المثال ،غزوة بدر الكبرى أو معركة الفرقان، وفتح مكة .
ويمكن القول إن إعلان الحرب في رمضان، له أهمية خاصة نظرًا لصيام المحاربين ، وذلك عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، بالسير إلى بدر، للتعرض لقافلة أبي سفيان القادمة من الشام ،وأخذ الغنائم ،فلم يمنعه الصيام عن ذلك.
وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى هناك بجيشه المكون من 314 صحابيًا ،فخطب عليه الصلاة والتسليم ،ثم خطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم سعد بن معاذ زعيم الأنصار رضي الله عنه وقال: “والله لا نقول لك يا رسول الله كما قالت اليهود لموسى: “اذهب أنت وربك فقاتِلا إنا هاهنا قاعدون ” ولكن: “اذهب أنت وربك فقاتِلا إنّا معكما مقاتلون”.
من المظاهر الإعلامية في غزوة بدر نزول الملائكة منزلين ثم مسومين للحرب مع المسلمين، قال تعالى: “أَن يُمْدِدَكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ” [آل عمران: 124]، “بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ” [آل عمران: 125]. وذلك “لِيَقْطَعَ طَرَفًا الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبُتَهُمْ…” [آل عمران: 126]، والنتيجة “فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ”، فكان هذا أول نصر للإسلام في رمضان، والثاني كان فتح مكة.
لقد كان صلح الحديبية إرهاصًا لفتح مكة، حيث نقضت قريش العهد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بدأ بنشر الدعوة بالرسائل، ويمثل ذلك إعلامًا وإعلانًا بالدعوة، فآمن من آمن ورفض من رفض، مع الإبقاء على بداية العلاقات الدولية بين الإسلام وبين البلد المتلقي للرسالة، مثل هرقل عظيم الروم والمقوقس عظيم مصر، أما كسرى فقد مزّق الرسالة، فمزّق الله ملكه على يد ابنه شيرويه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسلمت اليمن ،وكانت تابعة للفرس، فأسقط في يد كسرى ،وبعد ذلك تم فتح مكة.
ومن المعارك الإسلامية في رمضان، على سبيل المثال لا الحصر ،معركة عين جالوت .
إن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، فيها دروس في الحرب: ففي بدرغُر الجيش الإسلامي عن الآبار، ما عدا بئر واحدة نزولًا عند رأي الحباب رضي الله عنه، فكان ذلك اعترافًا بأن الحرب هي المكيدة والخدعة، وتمثل الماء البترول في حرب العلمين ضد هتلر النازي، وربما استفاد الحلفاء من دروس يوم بدر، وأنصف بعض المستشرقين الإسلام في هذا التكتيك، كإنصافهم حركة الالتفاف التي اتخذها خالد بن الوليد رضي الله عنه في معركة أحد.
لقد فتحت مكة، وحطم النبي صلى الله عليه وسلم الأصنام خارج الكعبة، وأبقى على المعلقات السبع داخل الكعبة.
وبذلك ، يمكن اعتبار الأدب، ممثلاً في الشعر ،خاصة قصائد شاعر الرسول حسان بن ثابت رضي الله عنه، وسيلة من وسائل إعلام الحرب.