بحكم توقف جميع الدوريات الكروية هذه الأيام؛ بسبب أنشطة المنتخبات الوطنية للدول، ما بين تصفيات مؤهلة، ومباريات ودية؛ أجدني قد توقفت أيضاً، ولكن بالإشارة لبعض النقاط الكروية ومقارنتها بين الأمس واليوم، والتي تمثل التغير الكبير في كرة القدم. فكرة القدم قابلة للتغير دائمًا؛ بل إن متعة كرة القدم هي التغيير، ولكن التغير هنا لا يكمن في تغير الخطط الفنية، واللاعبين والأقمصة والمنشآت؛ بل التغير التاريخي.
فالتغير التاريخي قائم بين قوة وضعف، وانتشار وانحدار، وصعود ونزول، وسيطرة وارتخاء، ولنا في بعض النقاط أمثلة:
– المنتخب السعودي لم يحقق كأس الأمم الآسيوية منذ ما يقارب 24 عاماً، ولكن هل هناك من يتذكر أن المنتخب السعودي نفسه لعب 4 نهائيات متتالية لكأس الأمم الآسيوية طوال 16 عاماً، وحقق منها ثلاث.
– المنتخب الألماني أحد أعرق المنتخبات الكروية طوال تاريخ كرة القدم، وما يمر به في السنوات الأخيرة أمرٌ يدعو للغرابة، وتحديداً عندما تتذكر ذاكرتنا القصيرة أن المنتخب الألماني خرج من الأدوار التمهيدية في آخر بطولتين لكأس العالم، ولكن لو وجدنا من يقوم بإطالة مدة تشغيل الشريط التاريخي لكرة القدم، ولمدة بسيطة فقط، سيجد أن المنتخب الألماني العتيد لعب 3 نهائيات متتالية لكأس العالم 1982، 1986، 1990.
– في زمن مضى، كان جميع من يحيطون بعالم كرة القدم حريصين على تعلم اللغة البرتغالية، وذلك لتميز وإبداع اللاعبين البرازيليين، ولكثرة المدربين البرازيليين، الذين كانوا المطلب الأول لكل المنتخبات والفرق، ومر الزمن ولا زال هناك حرص على تعلم اللغة البرتغالية، ولكن من أجل اللاعبين والمدربين البرتغاليين.
– من شاهد مباراة إنجلترا والبرازيل الأخيرة مباشرة، لن يستغرب سيطرة الإنجليز على المباراة؛ بسبب قوة دوريهم ولاعبيهم- وإن خسروا- ولكن الصادم، أن تجد العديد من اللاعبين البرازيليين لا يعرف المشاهد أسماءهم، بل إننا أصبحنا نرى لاعبين من الفرق المتوسطة يمثلون المنتخب البرازيلي الأول، وهذا ما كان لا يحدث سابقاً، عندما كان اللاعب البرازيلي وحده يمثل أكثر من نصف قوة فريق.