ما إن عاد النشاط الكروي الآسيوي، حتى عاد الاشتياقُ لدينا كمشجعين لرؤية أنديتنا تنافس وتتعارك وتجابه.. تنتصر تارة، وتسقط تارةً أخرى، ولكنها لا تستسلم.
وما إن عادت الأندية السعودية ولاعبوها للظهور على خشبة مسرح الأدوار الإقصائية للبطولة الآسيوية من جديد، عادت الآمال والأحلام والأمنيات للجماهير بأن يحقق أحدهم إنجازاً يُجير لوطننا الغالي، خصوصاً أن أهمية هذا الإنجاز أصبحت أكبر بعد الإخفاق المنتخب. ولكن.. ولعل لكن هنا تضع إصبعاً على الجرح. كانت المشاركات السعودية في البطولة الآسيوية حتى الآن على غير المتوقع، فالنمر الاتحادي ظهر بلا مخالب، والنصر العالمي قدم مستوى أقل من أن يُقال عنهُ محلياً، ويبقى الاستثناء الدائم (الزعيم الأزرق) الذي كان له يدٌ طولى على كل الفرق؛ محلياً وآسيوياً، ما جعلهُ في السباق كعداءٍ أولمبي يتقدم دائماً للأمام ولا ينظر إلى الخلف.
ولو أردنا بإيجازٍ التعمق فيما يحدث إيجاباً وسلباً للفرق السعودية في البطولة الآسيوية للأندية، سنجد على الجانب السلبي نادييّ النصر والاتحاد، فكلا الناديين يتشابهان من حيث الظروف، سواء كان من ناحية الخطط الفنية- المعتمدة في الأصل على فرديات النجوم- أو الإصابات المتلاحقة التي أثرت بشكلٍ كبير على الشكل الكامل للفريق، ما أدى إلى النتائج السلبية، إضافة إلى المستويات الفنية غير المستقرة.
أما الجانب الإيجابي المتمثل في الموج الهلالي الأزرق.
فحقيقة الأمر تحكي أن نادي الهلال في هذا الموسم أصبح مرعباً لكل الفرق محلياً وآسيوياً، وأعتقد أن سيصلُ لأبعد من ذلك.
فعندما تجد نجوماً ذوي مستوى عال، وخبرات خارقة، ومدرباً داهية؛ يستطيع أن يوظف كل هذه الأشياء لخدمة المجموعة، ستعلم حينها أن ما يقوم به الهلال لا تستطيع أن تراه إلا في كبار الأندية العالمية.
وهذا ما يجعلنا- كمشاهدين- نتصور المشهد قبل نهاية الموسم بمدة، وهو أن الموج الهلالي قادمٌ بقوة ليحتل الشواطئ المحلية والآسيوية، ويغزو بطولاتها.